إثيوبيا تؤكد سيادتها على سد النهضة وتبرز فوائده الإقليمية
119
أكد أ. جمال بشير، مؤسس “قناة ملوك النيل”، في حديث مطول مع بودكاست فانا عربي، أن سد النهضة الإثيوبي الكبير يمثل مشروعًا وطنيًا سياديًا يعكس إرادة الشعب الإثيوبي ويخدم التنمية الاقتصادية والزراعية والكهربائية في البلاد، إضافة إلى دوره في تعزيز التكامل الإقليمي لدول حوض النيل.
وأوضح بشير أن إثيوبيا واجهت خلال بناء السد محاولات عرقلة من بعض الدول، بما فيها مصر والسودان، وبعض الجهات الدولية، التي سعت لمنع إثيوبيا من الاستفادة الكاملة من مواردها المائية. وقال:
“نحن عندما بنينا هذا السد، تصدينا لكل الإشاعات والمغرضين الذين يحاولون فقط أن يستفيدوا من النهر لنفسهم ولا يجيزون لأي من دول المنابع أو لإثيوبيا أن تستخدمه.”
وأشار إلى أن المشروع أثبت قدرة إثيوبيا على إدارة مواردها بشكل مستقل، مؤكداً أن المهندسين الإثيوبيين هم من بنوا السد وأداروه، بمشاركة استشارية محدودة من شركات أوروبية وصينية، ما جعل المشروع سدًا سياديًا بالكامل. وأضاف:
“المهندسون الذين رايناهم يشاركون في هذا السد هم إثيوبيون، وهم الأقدر على إدارته لأنهم يعرفون كل تفاصيله.”
وتطرق بشير إلى مقارنة بين سد النهضة والسد العالي المصري، موضحًا أن بحيرة سد النهضة الصناعية تقع في منطقة باردة تقل فيها نسبة التبخر، مقارنة بالسدود السودانية والمصرية، ما يجعل كمية المياه المتوفرة أعلى ويقلل الهدر. وأكد أن السد قادر على دعم الزراعة والكهرباء وإدارة الفيضانات في إثيوبيا والسودان، قائلاً:
“خبراء السودان مثل الدكتور عثمان التوم وبروفيسور سيف الدين حمد أكدوا أن السودان سيستفيد من سد النهضة أكثر من إثيوبيا نفسها، فهو يقلل التكاليف ويزيد الإنتاج ويحسن إدارة المياه.”
وحول المواقف الدولية، أوضح بشير أن الولايات المتحدة أبدت مواقف متذبذبة، وأن مصر حاولت استغلال علاقتها مع واشنطن وإسرائيل للضغط على إثيوبيا. وقال:
“الموقف الأمريكي يتقيد أحيانًا بمصالح الشرق الأوسط، وسمسارهم في المنطقة هم المصريون، وهذا ما يظهر في تصريحات ترامب حول إمكانية ضرب السد.”
وأشار أيضًا إلى أن الاتفاقيات التاريخية حول النيل (1902 و1929) لم تشارك فيها إثيوبيا وكانت غير عادلة، إذ كانت تصب في صالح دول المصب فقط، مؤكداً:
“هذه الاتفاقيات لا تعنينا اليوم، فهي خدمت مصالح الاستعمار فقط، وإثيوبيا حرة في إدارة مواردها المائية بشكل عادل.”
وأبرز بشير أن سد النهضة يمثل رمزًا للتحرر العقلي والإقليمي، حيث يجب أن تستفيد جميع دول حوض النيل من الموارد المائية بشكل عادل، بعيدًا عن القيود الاستعمارية القديمة، وقال:
“الحق في استخدام الموارد المائية يجب أن يكون عادلاً لجميع الدول الأفريقية، بعيدًا عن الاتفاقيات القديمة والمزاعم غير الواقعية.”
واختتم حديثه بالتأكيد على أن سد النهضة مشروع استراتيجي سيادي، وأن نجاحه يعكس قدرة إثيوبيا على إدارة مشاريع ضخمة وذات تقنية عالية، ويعزز التنمية الإقليمية المشتركة بين دول حوض النيل.