أشاد خبير في الموارد المائية بإنجاز سد النهضة الإثيوبي الكبير، مؤكدًا أنه يشكل محطة تاريخية تفتح آفاقًا جديدة للتنمية والازدهار في إثيوبيا ومنطقة حوض النيل بأسرها.
وقال الخبير غيتو بيفتو، في تصريح لوكالة الأنباء الإثيوبية، إن السد لا يمثل إنجازًا وطنيًا فحسب، بل يعد منارة للتقدم والتكامل الإقليمي، بما يحمله من فوائد بيئية واقتصادية واجتماعية واسعة.
وأشار إلى أن السد يمكن أن يحفّز تجارة الطاقة ويعزز التنمية المشتركة في القرن الأفريقي وشرق القارة، بما يساهم في توطيد العلاقات بين الدول المجاورة، وتحويل المنطقة إلى نموذج للتعاون والاستقرار.
وأضاف بيفتو أن نهر النيل، الذي يشكل شريان حياة لعدد من الدول أبرزها إثيوبيا ومصر والسودان، يتطلب إدارة مشتركة مبنية على الثقة والالتزام المتبادل، بما يحول النهر من مصدر للتوتر إلى ركيزة للازدهار المشترك.
كما نوّه الخبير إلى أن سد النهضة يكتسب أهمية خاصة لكونه نموذجًا فريدًا في تمويل مشروعات البنية التحتية الكبرى من موارد محلية، ما يقدّم درسًا مهمًا للدول الأفريقية الساعية للحفاظ على سيادتها الاقتصادية وتجنب أعباء الديون الخارجية.
وأكد أن التجربة الإثيوبية أثبتت إمكانية تنفيذ مشروعات ضخمة بفضل القيادة القوية والمشاركة الشعبية، داعيًا الدول الأفريقية إلى تبني نهج مشابه لتعزيز تنميتها المستدامة.
واعتبر بيفتو أن سد النهضة، المُقام على نهر أباي، يشكل مشروعًا استراتيجيًا له تأثيرات بعيدة المدى على إثيوبيا والسودان ومصر، مشددًا على أهمية التوفيق بين الأهداف الوطنية ومتطلبات التعاون الإقليمي وتقاسم الموارد المائية بعد دخوله مرحلة التشغيل الكامل.
وأكد أن الطريق نحو المستقبل يتطلب التزامًا مشتركًا ورؤية موحدة لتحقيق التنمية والسلام والازدهار لشعوب المنطقة.