السفير الإثيوبي: سد النهضة يفتح فصلاً جديداً في التعاون ويبدد الإدعاءات الاستعمارية
297
قال السفير يوسيف كاساي، نائب المندوب الدائم لإثيوبيا لدى الأمم المتحدة، إن سد النهضة الإثيوبي الكبير فتح فصلاً جديداً في التعاون بين الدول المشاطئة في مجال الموارد المائية، مؤكداً أنه يبدد الحجة الاستعمارية القائلة “أنا وحدي من يستطيع استخدامه”.
وأكد كاساي خلال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة أن بلاده ملتزمة بالعمل مع الدول المتشاطئة على مبدأ التنمية المشتركة.
وجاءت هذه التصريحات في إطار رد إثيوبيا على ما وصفته بالادعاءات الباطلة التي وجهها ممثل مصر في خطابه أمام الجمعية العامة، وأوضح كاساي أن إثيوبيا مارست حقها في الرد وفق النظام الداخلي للجمعية العامة، وردت مرتين على التعليقات المتكررة للمندوب المصري.
وأشار إلى أن إثيوبيا بعثت أيضاً برسالة إلى مجلس الأمن تضمنت تفنيداً لاتهامات مصر بشأن السد، مؤكداً أن الرد استند إلى حقائق أثبتت زيف الادعاءات المتكررة.
وأضاف أن نهر النيل ظل مورداً طبيعياً يربط دول الحوض لقرون، وأن بلاده تعمل على تعزيز هذه العلاقة بروح التعاون، في حين تروج مصر لفكرة استعمارية قديمة تعتبر أن لها “حقوقاً تاريخية” في استخدامه.
وأوضح السفير أن إثيوبيا تسعى إلى تنفيذ اتفاقية إطار التعاون لحوض النيل، بينما تمارس مصر ضغوطاً على دول الحوض الأخرى للحفاظ على اتفاقيات ثنائية موروثة من الحقبة الاستعمارية.
وبيّن أن بلاده دأبت على تقديم معلومات شفافة لمصر والسودان بشأن ملء وتشغيل السد عبر مذكرة التفاهم الموقعة بين الأطراف الثلاثة.
وأضاف أن إثيوبيا اتبعت نهج “الربح للجميع” في المفاوضات الثلاثية، لكن مصر قامت بأفعال أعاقت مسار التفاوض، مشيراً إلى أن الموقف المتعنت للقاهرة، وإصرارها على ربط المفاوضات بملكية المياه وتقاسمها، خلق عقبات أمام التوصل إلى اتفاق.
وشدد كاساي على أن إثيوبيا لن تقبل أبداً “الأجندة الاستعمارية المصرية”، مؤكداً أن بلاده تستخدم مواردها المائية بطريقة عادلة ومعقولة وفقاً للقانون الدولي، بهدف تغيير حياة المواطنين وتوفير الكهرباء للمستشفيات والمصانع وتحقيق التنمية.
وأشار إلى أن إثيوبيا تلعب دوراً بنّاءً في المنطقة من خلال المشاركة في جهود تعزيز السلام والاستقرار، وتوطيد العلاقات الاقتصادية، ومكافحة الإرهاب.
وفي المقابل، اتهم مصر بانتهاج سياسات تثير الانقسام وتعيق التنمية المشتركة،و بممارسة أنشطة سلبية عبر تقديم الأسلحة لجماعات مسلحة في المنطقة.
وأكد السفير الإثيوبي أن إنجاز سد النهضة جلب الطُمأنينة لإثيوبيا ودول حوض النيل ولكل من يسعى إلى التنمية والازدهار في أفريقيا، واصفاً السد بأنه رمز للصمود والثبات.
وأضاف أن المصريين حاولوا منع بلاده من الحصول على الدعم المالي لبنائه، لكن الإثيوبيين أنجزوه بمهاراتهم ومواردهم الذاتية.
واعتبر كاساي أن السد بداية لسدود مستقبلية ستُبنى في إثيوبيا ودول الحوض الأخرى، مشدداً على أن عصر الهيمنة والسيطرة الأحادية قد انتهى، داعياً مصر إلى تبني خيار التعاون.
كما اتهم القاهرة باستغلال الجمعية العامة للأمم المتحدة لطرح أجندة المياه من أجل أهداف سياسية ضيقة ومصالح وطنية وإقليمية، داعياً المنظمة الدولية إلى ممارسة ضغوط على مصر للقيام بدور بنّاء.
وفي ختام كلمته، جدد السفير الإثيوبي استعداد بلاده للعمل مع أي دولة مشاطئة، بما في ذلك مصر، على أساس روح التعاون ومبدأ التنمية المشتركة.