بيان مكتب رئيس الوزراء حول الجهود المبذولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء
662
أصدر مكتب رئيس وزراء إثيوبيا بيانًا شاملاً سلط الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها البلاد لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، مؤكدًا على الخطوات الكبيرة التي تم إحرازها في السنوات الأخيرة والمبادرات الجارية لضمان الأمن الغذائي داخل إثيوبيا.
وجاء في البيان أن إثيوبيا تعمل على إعادة تشكيل الصورة النمطية التي تصور إفريقيا كقارة تعتمد بشكل دائم على المساعدات الخارجية، من خلال اتخاذ خطوات حاسمة نحو الاكتفاء الذاتي من الغذاء. وعلى مدى السنوات الست الماضية، نفذت الحكومة الإثيوبية سياسات جريئة لتعزيز الإنتاجية الزراعية، بهدف تحقيق الأمن الغذائي والاعتماد على الذات على المدى الطويل.
وأشار البيان إلى أن هذه الجهود تعكس التزام إثيوبيا بالتحرر من الاعتماد على المساعدات الخارجية وتعزيز التنمية المستدامة. ومع ذلك، لفت البيان الانتباه إلى أن هذا التحول الجريء قد واجه تشكيكًا ونقدًا من بعض الجهات الخارجية، التي حاولت تقويض التقدم الوطني وتشويه سمعة الجهود الإنمائية الإثيوبية، خاصة في القطاع الزراعي. ومع ذلك، أكد البيان أن عزم إثيوبيا وصغار المزارعين الذين يعملون من أجل الكرامة يظل ثابتًا، حيث يعتبر الأمن الغذائي ضرورة وجودية للأمة والشعب.
وقال البيان إن إثيوبيا جعلت من إنتاج القمح ركيزة أساسية في رحلتها نحو الاكتفاء الذاتي من الغذاء. ومن خلال توسيع الزراعة المروية، واستخدام أصناف البذور المحسنة، وتبني تقنيات الزراعة الحديثة، نجحت البلاد في زيادة إنتاج القمح بشكل كبير. وقد أدى هذا التركيز الاستراتيجي إلى تحويل إثيوبيا من مستورد للقمح إلى منتج مكتفٍ ذاتيًا، مما يبرز نجاح سياساتها الزراعية وبرامجها.
*المبادرات الحكومية
أطلقت الحكومة الإثيوبية مجموعة من المبادرات لتعظيم الناتج الزراعي، بما في ذلك:
– توسيع الزراعة القائمة على الري: لتحقيق استقرار الإنتاج الزراعي وتقليل الاعتماد على الأمطار غير المتوقعة.
– تعزيز الزراعة المقاومة للمناخ: من خلال تشجيع الممارسات الزراعية المستدامة للتخفيف من آثار تغير المناخ.
– استيراد الآلات الزراعية المعفاة من الرسوم الجمركية: حيث تم إعفاء أكثر من 400 نوع من أدوات الميكنة الزراعية من الرسوم الجمركية لتخفيض التكاليف على المزارعين.
– الإصلاحات السياسية والقانونية: مثل تقديم سياسة جديدة للتنمية الزراعية والريفية، ومراجعة إعلان إدارة الأراضي الريفية واستخدامها.
– تعديل تنظيم البذور: لزيادة مشاركة القطاع الخاص في إنتاج وتوزيع البذور.
– الزراعة العنقودية وخدمات الإرشاد: حيث يتم تعزيز أكبر برنامج لخدمات الإرشاد الزراعي في العالم، بدعم من أكثر من 60 ألف عامل إرشاد حكومي.
وأكد البيان أن إثيوبيا أصبحت مكتفية ذاتيًا من القمح، حيث توقفت عن استيراده منذ 2020/21.
وشدد البيان على أن تعتمد إثيوبيا على عملية صارمة لجمع البيانات لتقييم التقدم الزراعي، تشمل المسوحات الأرضية، والتعداد الزراعي، واستخدام البيانات الإدارية، وتقنيات الاستشعار عن بعد ومعالجة الصور.
* الأرقام الرسمية لإنتاج القمح
– موسم 2022/23: أنتجت إثيوبيا 151 مليون قنطار (15.1 مليون طن) من القمح.
– موسم 2023/24: أنتجت 23 مليون طن من القمح.
أكد البيان أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء ليس مجرد أولوية وطنية لإثيوبيا، بل خطوة حاسمة نحو التمكين الاقتصادي والسياسي لأفريقيا. ومن خلال تأمين الإنتاج الغذائي المحلي، تحمي إثيوبيا نفسها من اضطرابات سلسلة التوريد العالمية وتُظهر إمكانات الدول الأفريقية لتحقيق الاستقلال الزراعي.
واختتم البيان بالتأكيد على أن التحول الزراعي في إثيوبيا يعمل كنموذج للدول الأفريقية الأخرى التي تسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء، مما يضمن مستقبلًا مزدهرًا وآمنًا غذائيًا للأجيال القادمة.