بيل غيتس يعلن استثمار 200 مليار دولار لتعزيز الصحة والتنمية في إفريقيا
135
أعلن رئيس مؤسسة غيتس، الملياردير الأمريكي بيل غيتس، التزام المؤسسة باستثمار 200 مليار دولار خلال العشرين عامًا المقبلة، لدعم جهود الصحة العامة والتنمية في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، مع التركيز بشكل خاص على القارة الإفريقية.
جاء هذا الإعلان خلال فعالية رسمية نُظمت في مقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، احتفاءً بمرور 25 عامًا على نشاط مؤسسة غيتس في إفريقيا، حيث أشار غيتس إلى أن الجزء الأكبر من هذا الاستثمار سيُوجَّه إلى دعم الأنظمة الصحية، وتسريع الابتكار، وتعزيز الشراكات مع الحكومات الإفريقية التي تضع صحة شعوبها ضمن أولوياتها.
وأكد أن المؤسسة ساهمت، خلال العقود الماضية، في تطوير أكثر من 100 ابتكار صحي، وساعدت في إنقاذ حياة أكثر من 80 مليون شخص، من خلال دعمها التحالف العالمي للقاحات والتحصين (Gavi) والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.
وفي كلمته أمام قادة وممثلي الدول الإفريقية في قاعة نيلسون مانديلا، دعا غيتس إلى مضاعفة الجهود لتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع الصحة الإفريقي بحلول عام 2045، مشددًا على أن التغذية السليمة والزراعة المستدامة يمثلان ركيزتين أساسيتين لبناء أجيال صحية.
كما أكد على أهمية تزويد المزارعين الأفارقة بالمعلومات الدقيقة حول المناخ والأسعار ونوع الأسمدة المناسبة، داعيًا إلى توظيف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لدعم الزراعة، وتحسين الخدمات الصحية، والتعليم، والكشف المبكر عن الحمل.
وأشار غيتس إلى أن الذكاء الاصطناعي يحمل فرصًا كبيرة رغم ما يصاحبه من تحديات، مضيفًا: “نرى اليوم شباب إفريقيا يتبنون هذه التقنيات بذكاء، ويعملون على توظيفها لحل المشكلات التي تواجه مجتمعاتهم”.
وشدد على ضرورة ضمان الوصول العادل إلى هذه التقنيات، وإشراك المجتمعات المحلية في تصميم الحلول التي تناسب احتياجاتها، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون مسؤولًا ويخدم من هم في أمسّ الحاجة إليه.
وقلّدت الحكومة الإثيوبية بيل غيتس أعلى وسام شرف في البلاد، تقديرًا لإسهاماته الخيرية المؤثرة في إثيوبيا على مدى ربع قرن.
من جانبها، أشادت السيدة غراسا ماشيل، مؤسسة “غراسا ماشيل ترست”، بما وصفته بـ”التزام بيل غيتس العميق تجاه قضايا إفريقيا”، معتبرة أن اختياره الحديث من مقر الاتحاد الإفريقي “دليل على احترامه لقضايا القارة وتفانيه في دعمها”.
ودعت ماشيل شعوب القارة إلى استحضار روح الصمود وإعادة بناء المستقبل بثقة وشجاعة، مؤكدة أن القيادة الحقيقية تقوم على خدمة الآخرين، واحترام كرامتهم، ورفع أصواتهم نحو مستقبل تسوده العدالة والرحمة.