دعوة وطنية لتعزيز دور الأعيان والقادة الدينيين في السلام والمصالحة
شدد البروفيسور مسفن أرايا، مفوض لجنة الحوار الوطني لإثيوبية، على ضرورة تعزيز الدور الريادي للقادة الدينيين والأعيان في دعم جهود السلام والمصالحة، مؤكدًا أن دورهم محوري في تحقيق الوحدة الوطنية وبناء دولة مستقرة تقوم على القيم الاجتماعية والثقافية العريقة.
جاء ذلك خلال مشاركته في المنتدى التشاوري الوطني الذي أطلقته وزارة السلام، تحت شعار “مواردنا الاجتماعية من أجل الوحدة الوطنية”، والذي يستمر لمدة يومين في أكاديمية التميز القيادي الأفريقي.
ويجمع هذا المنتدى الشيوخ والأعيان وزعماء القبائل والقادة الدينيين وقادة مؤسسات السلام من مختلف الأقاليم والإدارات، إلى جانب أعضاء اللجنة الدائمة للعلاقات الخارجية وشؤون السلام في مجلس نواب الشعب.
وخلال تقديمه ورقة نقاشية ضمن أعمال المنتدى، أشار البروفيسور مسفن إلى أن إثيوبيا بلد عظيم يتمتع بثقافة وتاريخ عريقين، ما يجعل القيم المجتمعية أداةً استراتيجية يجب استثمارها للحفاظ على تماسك المجتمع وتعزيز السلم الأهلي.
وأوضح أن الأعيان والقادة الدينيين يمتلكون شرعية مستمدة من التراث الثقافي والاحترام المجتمعي، ما يجعلهم فاعلين أساسيين في دعم جهود الحكومة في المصالحة الوطنية.
وأكد أن من واجبهم مواصلة توظيف المعرفة والحكمة التي يمتلكونها كشركاء للحكومة في عملية بناء السلام، مع ضرورة الحفاظ على استقلاليتهم ومصداقيتهم.
وأضاف أن دور القادة لا يقتصر على تقديم المشورة الأخلاقية فحسب، بل يمتد أيضًا إلى المساهمة الفاعلة في نظام العدالة وضمان محاسبة الجرائم المرتكبة بما يحقق الإنصاف والتوازن.
وأشار إلى أهمية تحمّلهم مسؤولياتهم الأخلاقية في تقديم النصح والدعم للإدارة الحكومية النظامية، مع الالتزام بالحياد والعدالة.
![]()
من جانبه، أكد وزير السلام، محمد إدريس، أن إثيوبيا دولة ذات إرث ثقافي غني وقيم اجتماعية متطورة، داعيًا إلى ضرورة توظيف هذه الموارد المجتمعية بالشكل الأمثل لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ السلام الداخلي.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة تسعى، من خلال هذا المنتدى، إلى توسيع دائرة الحوار المجتمعي وتكريس الشراكة بين الدولة والمكونات المجتمعية التقليدية والدينية في إدارة التحديات الوطنية، موضحًا أن القيم الراسخة في المجتمع الإثيوبي يمكن أن تشكل جسرًا قويًا نحو مصالحة شاملة وتنمية مستدامة.