مهندس إثيوبي يُسطّر قصة نجاح بارزة في السعودية ويعود للمساهمة في تنمية وطنه
89
في لقاء خاص مع برنامج “بودكاست فانا عربي”، روى المهندس الاستشاري محمد نور عبد الواحد، قصة مسيرته المهنية والعلمية الحافلة، التي بدأت من قرية صغيرة في إثيوبيا، مرورًا بالمملكة العربية السعودية، وصولًا إلى العودة إلى الوطن للمساهمة في جهود التنمية.
ولد المهندس محمد نور في قرية “قُبوادي” بمنطقةولّلو، وهاجر إلى السعودية وهو في السابعة من عمره، حيث التحق بوالده الذي كان يدرس آنذاك في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
تلقى تعليمه الديني في المدينةالمنورة، وتمكن من حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، قبل أن يصبح إمامًا لأحد مساجد حي المغاربة، وشارك في مسابقات دولية في القرآن الكريم، ممثلًا إثيوبيا.
ويعد فوزه بالمركز الرابع في المسابقة الدولية للقرآن الكريم في مكة المكرمة عام 1401 هـ (1981 م) أحد أبرز محطات حياته، إلى جانب حصوله على إشادة من كبار علماء التلاوة والتجويد، من بينهم الشيخ عبد الفتاح القاضي، أحد أبرز مشايخ الأزهر الشريف.
وعن تحوله من التعليم الديني إلى المجال الأكاديمي، أشار المهندس محمد نور إلى أن التحاقه بجامعة الملك سعود في الرياض، حيث درس في كلية العمارة والتخطيط، كان بفضل توفيق الله ودعم من بعض العلماء والأصدقاء الذين ساعدوه في التسجيل.
وواجه خلال تلك المرحلة تحديات كبيرة، أبرزها اللغة الإنجليزية، لكنه تجاوزها بعزيمة وإصرار بعد تخرجه، شارك المهندس محمد نور في عدد من المشاريع الهندسية الكبرى في السعودية، مما أكسبه خبرات مهنية رفيعة المستوى.
واليوم، وبعد سنوات طويلة من العمل في الخارج، قرر العودة إلى إثيوبيا ليضع خبراته في خدمة بلده، والمساهمة في النهضة العمرانية والتنموية التي تشهدها البلاد.
يمثل المهندس محمد نور نموذجًا ملهمًا لأبناء المهجر الذين يعودون إلى الوطن حاملين معهم ثمار نجاحاتهم وخبراتهم، في مشهد يعكس عمق الانتماء الوطني وروح العطاء.