Fana: At a Speed of Life!

أحفاد رواد التحرر الأفريقي: تجربة إثيوبيا التنموية نموذج ملهم للأجيال الصاعدة

أشاد أحفاد قادة حركات التحرر والوحدة الأفريقية في القرن العشرين بما تمثّله إثيوبيا من قيمة تاريخية ورمزية، مؤكدين أن مسيرتها في مقاومة الاستعمار ونهضتها التنموية الراهنة تقدّم دروسًا مهمة للجيل الجديد في القارة.

وجاءت تصريحاتهم خلال زيارة وفد منهم إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا هذا الأسبوع، وضمّ الوفد ممثلين عن عائلات قادة بارزين مثل باتريس لومومبا ونيلسون مانديلا، وكوامي نكروما، وجوليوس نيريري، وكينيث كاوندا، وستيف بيكو، وأوليفر تامبو، ومعمر القذافي.

وقد تجوّلوا في مواقع تاريخية ومشاريع تنموية مختلفة، من بينها متحف عدوة التذكاري والقصر الوطني، ومشاريع تطوير ضفاف الأنهار، إلى جانب زيارة سد النهضة.

وخلال مقابلات مع مؤسسة “فانا” الإعلامية، أكد أفراد الوفد المكانة التاريخية لإثيوبيا ودورها في تعزيز الوحدة الأفريقية، معتبرين أن التجربة الإثيوبية في مقاومة الغزو الإيطالي وسعيها للتنمية المستقلة تمثّل مصدر إلهام للقارة بأكملها.

وقال هلوميلو بيكو، نجل المناضل الجنوب أفريقي ستيف بيكو، إن إثيوبيا “منارة للاعتماد على الذات” وتجسّد القيم التي ناضل والده من أجلها في سياق الوعي الأسود، مضيفًا أن صمودها ضد الاستعمار حافظ على لغتها وثقافتها وهويتها الوطنية. وأضاف أن زيارته دفعتَه للعمل على تعزيز الروابط بين جنوب أفريقيا وإثيوبيا.

وبيّن بيكو أن النهضة الاقتصادية والعمرانية التي تشهدها البلاد تعكس توجهًا حكوميًا يهدف لتقليص الفوارق الاجتماعية وتوفير فرص العمل، مشيدًا بدور سد النهضة في دعم التنمية والحد من تحديات الجفاف. وقارن بيكو بين الوضع في إثيوبيا وجنوب أفريقيا، مشيرًا إلى أن الأخيرة رغم تطورها الاقتصادي ما تزال تعاني من عدم المساواة، داعيًا الشباب الأفريقي إلى التمسك بالحق والشجاعة.

من جانبه، قال ميليغا كوامي توماس، حفيد أول رئيس لغانا كوامي نكروما، إن زيارة متحف نصر عدوة كانت “تجربة عميقة”، معتبرًا أن معركة عدوة تمثّل نقطة تحول في التاريخ الأفريقي ألهمت جده ورؤيته القومية. ودعا الشباب إلى دراسة تجارب القادة السابقين والتمسّك بمبادئ الوحدة والسيادة والتحرر الاقتصادي.

أما موسى إبراهيم القذافي، ممثل مؤسسة الإرث الأفريقي، فاعتبر متحف عدوة رمزًا لروح التضحية والمقاومة في القارة، مشددًا على أهمية ارتباط الشباب الأفريقي بهويتهم الثقافية ورفضهم للأطر الفكرية الأوروبية المركزية.

وفي السياق نفسه، أشادت سامية يابا كريستينا نكروما، ابنة كوامي نكروما، بتركيز إثيوبيا على العلوم والتكنولوجيا، خصوصًا خلال زيارتها لمتحف العلوم، مؤكدة أهمية إشراك الشباب في جهود الابتكار وحماية البيئة. واعتبرت أن النجاحات التي حققتها البلاد في الزراعة المستدامة والمبادرات المناخية تقدم نموذجًا يُحتذى. كما ثمّنت دور الخطوط الجوية الإثيوبية في تعزيز الربط بين دول القارة.

كما قام الوفد بجولة في سد النهضة، الذي وصفوه بأنه أحد أبرز رموز الاعتماد على الذات والوحدة الأفريقية، مؤكدين أن المشروع يعكس طموحات القارة نحو مستقبل أكثر استقلالًا وتقدمًا.

You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.