Fana: At a Speed of Life!

إثيوبيا تعزز التكامل الإقليمي بتوفير الطاقة المتجددة للدول المجاورة

تبرز إثيوبيا كقوة دافعة للتكامل الإقليمي من خلال توسيع إنجازاتها في مجال الطاقة المتجددة خارج حدودها، عبر تصدير الكهرباء النظيفة إلى الدول المجاورة، بما يعزز التنمية المستدامة في منطقة القرن الأفريقي.

ووفقًا لوزارة التخطيط والتنمية، فإن الموارد الضخمة التي تمتلكها إثيوبيا من الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح والطاقة الحرارية الأرضية، لا تسهم فقط في دعم النمو المحلي، بل تفتح أيضًا المجال أمام تعاون إقليمي أوسع عبر بنية تحتية مشتركة للطاقة.

أوضح منصور ديسي، المسؤول التنفيذي الأول لاتفاقيات البيئة وتغير المناخ والشراكات الاستراتيجية في الوزارة، أن بلاده تستفيد من الاتفاقيات الدولية والشراكات الاستراتيجية لبناء شبكة كهرباء إقليمية مترابطة ومستدامة.

وأضاف أن مشروعات الطاقة المتجددة، وفي مقدمتها سد النهضة الإثيوبي الكبير، تمثل ركيزة لتصدير الكهرباء وتعزيز أمن الطاقة لدى دول الجوار.

ويستند توجه إثيوبيا إلى سياسات مناخية راسخة، إذ تنفذ مساهماتها الوطنية المحددة حتى عام 2030، بما يركز على خفض انبعاثات الغازات الدفيئة وتعزيز القدرة على مواجهة صدمات المناخ.

كما تعتمد استراتيجية الاقتصاد الأخضر الممتدّة حتى عام 2050، التي تهدف إلى الوصول لصافي انبعاثات كربونية صفرية وربما سلبية.

وأشار منصور إلى أن جهود إثيوبيا لا تقتصر على الالتزامات السياسية، بل تتجسد في مبادرات عملية، مثل حملة “البصمة الخضراء” التي شهدت غرس مليارات الأشجار، إلى جانب استثمارات متزايدة في مشروعات الطاقة الكهرومائية وطاقة الرياح.

وقال إن هذه الخطوات تعكس إرادة واضحة لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.

ويظل تطوير الطاقة الكهرومائية محور الاستراتيجية الوطنية، إذ تُقدَّر القدرة المحتملة للمشروعات القائمة والمخطط لها بنحو 45 جيجاواط، فيما توفر موارد الرياح والطاقة الحرارية الأرضية نحو 15 جيجاواط إضافية.

وتضع هذه القدرات إثيوبيا في موقع يمكنها من أن تصبح مركزًا إقليميًا مستقبليًا للطاقة.

وقد لقي هذا التوجه إشادة محلية وإقليمية، حيث أشارت وكالة الأنباء الإثيوبية إلى أن المبادرات الجارية تُقدّم نموذجًا للتنمية المستدامة يُحتذى به في أفريقيا.

كما أوضح منصور أن مسار إثيوبيا يُلهم العديد من الدول الأفريقية الأخرى، التي تعمل بدورها على تطوير استراتيجيات خاصة للوفاء بالتزاماتها المناخية بموجب اتفاقية باريس.

ومن المقرر أن تعرض إثيوبيا هذه الإنجازات في القمة الأفريقية الثانية للمناخ التي تستضيفها أديس أبابا بين 8 و10 سبتمبر 2025، حيث ستُقدّم استراتيجياتها في مجالي الطاقة والمناخ بوصفها نموذجًا للتنمية المستدامة الإقليمية.

وبهذا، فإن تصدير الكهرباء النظيفة وتوسيع استثمارات الطاقة المتجددة وتنفيذ خطط التكيف المناخي، تجعل من إثيوبيا لاعبًا محوريًا في رسم ملامح مستقبل أكثر تكاملاً واستدامة للقارة.

You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.