Fana: At a Speed of Life!

إثيوبيا تعلن اقتراب اكتمال بناء سد النهضة وتؤكد التزامها بعدم الإضرار بدول المصب

أعلن الباحث الأكاديمي الإثيوبي، إبراهيم كمال، في مقابلة خاصة على برنامج بودكاست فانا عربي، أن أعمال البناء الأساسية في سد النهضة الإثيوبي الكبير قد أوشكت على الاكتمال بنسبة 98%، مشيرًا إلى أن ما تبقى يقتصر على بعض التركيبات الكهربائية مثل التوربينات.

وأضاف أن إثيوبيا تمكنت بالفعل من توليد نحو 750 ميغاواط من الكهرباء من السد، جرى استخدامها داخليًا وتصدير جزء منها إلى دول الجوار، في مقدمتها السودان، كينيا، جيبوتي، وجنوب السودان.

وأكد كمال أن الهدف الأساسي من بناء سد النهضة هو توليد الطاقة الكهربائية بقدرة تصل إلى 6450 ميغاواط، وهو ما سيجعل إثيوبيا أكبر منتج للطاقة الكهربائية في إفريقيا.

واعتبر أن السد سيسهم في تحسين البنية التحتية للكهرباء داخل البلاد، وتوفير الكهرباء للأقاليم والمناطق المحرومة، مما يعزز التنمية الاقتصادية ويجذب الاستثمارات الأجنبية.

وأشار إلى أن السد سيساهم في تحسين المستوى المعيشي من خلال توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، بالإضافة إلى دوره في جذب المستثمرين الأجانب، إذ إن الطاقة الكهربائية المستقرة تُعد شرطًا أساسيًا لأي استثمار. وأضاف أن البحيرة خلف السد أصبحت منطقة جذب سياحي واستثماري، مما يعزز العوائد الاقتصادية.

ورأى كمال أن السد يمثل مشروعًا إقليميًا ، إذ تستفيد منه دول الجوار من خلال تصدير الكهرباء إليها، مما يعزز التكامل الاقتصادي في القرن الإفريقي.

وأكد أن إثيوبيا تسعى لتوسيع شبكة ربط الكهرباء مع دول الجوار، بما يضمن لها تحصيل العملة الصعبة وتحسين الاقتصاد الوطني.

واعتبر اتفاقيتي 1929 و1959 باطلة ولا تلزم بلاده، مؤكدًا أن أي مفاوضات مستقبلية يجب أن تبنى على أسس جديدة قائمة على العدالة والمنفعة المشتركة، وليس على “الحقوق التاريخية”.

وأكد كمال أن إثيوبيا ملتزمة بعدم إلحاق الضرر بدول المصب، وأنها خلال عمليات الملء الأول والثاني والثالث والرابع والخامس، قامت بإبلاغ الدول المعنية وتبادل المعلومات معها، التزامًا منها بالقانون الدولي، مضيفًا أن بلاده لا تسعى للإضرار بأحد، وإنما تسعى لاستخدام مواردها لمصلحة تنميتها.

وفيما يخص المفاوضات المستقبلية، أكد كمال أن بلاده مستعدة للمشاركة في المفاوضات، وترى أن الاتحاد الإفريقي هو الإطار الأنسب لحل الخلافات بين دول حوض النيل كما شدد على ضرورة أن تعترف الأطراف الأخرى بسيادة إثيوبيا وحقها في التنمية.

وختم الباحث حديثه بالتأكيد على أن سد النهضة أصبح رمزًا لإنجاز إفريقي كبير تحقق بإرادة الشعوب، مشيرًا إلى أن إثيوبيا، بشبابها ومياهها وأرضها الصالحة، ستصبح في المستقبل من أقوى الدول الإفريقية اقتصاديًا، وقادرة على لعب دور قيادي في تحقيق التكامل والتنمية في المنطقة.

You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.