إثيوبيا وكينيا تعززان مشروع بوابة القرن الإفريقي لدعم التكامل الإقليمي
60
عقدت إثيوبيا وكينيا اجتماعًا رفيع المستوى في أديس أبابا لدفع مشروع تطوير بوابة القرن الإفريقي قدمًا، وهو مشروع إقليمي استراتيجي يهدف إلى تحسين البنية التحتية وتعزيز التجارة والربط الرقمي في منطقة القرن الإفريقي.
وقال وزير المالية الإثيوبي، أحمد شيدي، إن “الجسور المزمع إنشاؤها في سفتو ورامو تمثل أكثر من مجرد مشاريع بنية تحتية، بل تعكس التزامًا مشتركًا بتحقيق النمو الاقتصادي، وتعزيز التجارة العابرة للحدود، وتوفير فرص العمل”.
كما أكد أهمية إنشاء مركز حدودي موحد في رامو لتبسيط الإجراءات الجمركية وتسريع حركة البضائع والأفراد.
من جانبه، عبّر وزير الخزانة الوطني الكيني، جون مبادي، عن دعمه للمبادرة، قائلاً: “يسعدني أن أشارك في هذا المشروع الحيوي الذي يعكس روح التعاون الإقليمي تحت مظلة مشروع بوابة القرن الإفريقي”.
يحظى المشروع بتمويل قدره 750 مليون دولار من البنك الدولي، ومن المتوقع استكماله بحلول يونيو 2028.
وأشار وزير المالية الإثيوبي إلى التزام بلاده الكامل بالمشروع، مضيفًا: “نحن لا نبني طرقًا وجسورًا فقط، بل نرسي أسس مستقبل أكثر ترابطًا وازدهارًا ومرونة لشعوبنا وللمنطقة بأكملها”.
ودعا إلى تعزيز روح الشراكة والتعاون لضمان تحقيق أهداف المشروع على أرض الواقع.
وفي ما يتعلق بالربط الرقمي، أشار شيدي إلى أهمية مد شبكة ألياف ضوئية عالية السعة إلى إثيوبيا، وربطها المحتمل بجيبوتي، مؤكدًا أن هذا الربط سيسهم في تنشيط التجارة، وتحسين الخدمات الحكومية، وربط السكان بكفاءة أكبر.
من جهته، أوضح الأمين التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد)، ورقينه غبيهو، أن “نحو 23% فقط من منطقة مثلث مانديرا تتمتع بخدمة إنترنت موثوقة”، مشددًا على أن المشروع سيساهم في توسيع استخدام تكنولوجيا المعلومات في تحصيل الإيرادات وتبسيط الإجراءات الجمركية وتعزيز الشفافية.
وشملت المباحثات بناء الجسور، وإنشاء مراكز لتسهيل التجارة، وتفعيل مركز الحدود الموحد، سواء بشكل منفصل أو مشترك بين البلدين.
واتفق الطرفان على تنفيذ زيارات ميدانية لاختيار المواقع المناسبة، وإجراء عمليات تفتيش مشتركة خلال مراحل التنفيذ، والاستعداد للإطلاق الرسمي للمشروع.
وأعلنت كينيا التزامها بتمويل أعمال الجسور، مع الاتفاق على آليات مشتركة لضمان جودة التنفيذ.
وشدد وزير المالية الإثيوبي على أن المجتمعات الحدودية – من رعاة وتجار وشباب وعائلات – ستكون المستفيد الأول من هذه المشاريع التي ستعزز فرص الوصول إلى الخدمات والأسواق.
واختتمت الاجتماعات بالتأكيد على التزام البلدين بتعزيز التكامل الإقليمي وبناء قرن إفريقي أكثر ترابطًا واستقرارًا وازدهارًا، مؤكدين أن الشراكة القائمة تشكّل ركيزة للتنمية الشاملة والسلام المستدام في المنطقة.