الأمم المتحدة: نحو 100 ألف شخص لا يزالون محاصرين في الفاشر
35
وصفت الأمم المتحدة، الجمعة، الأوضاع الإنسانية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور غربي السودان، بأنها بالغة الخطورة، مشيرة إلى أن عشرات الآلاف من المدنيين ما زالوا محاصرين داخل المدينة التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.
وقال مدير قسم التأهب والاستجابة للطوارئ في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، روس سميث، خلال مؤتمر صحفي عقد عبر اتصال مرئي من جنيف، إن المعلومات المتوفرة حول الأوضاع في الفاشر محدودة، لكنها تعكس واقعًا إنسانيًا مروّعًا، حيث يُقدَّر عدد المحاصرين داخل المدينة بما يتراوح بين 70 و100 ألف شخص.
وأوضح سميث أن صور الأقمار الصناعية وشهادات ناجين تشير إلى وقوع عمليات قتل جماعي في المدينة، في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع عليها أواخر أكتوبر الماضي، بعد حصار استمر أكثر من 500 يوم، وسط تقارير عن مجازر بحق مدنيين وفق منظمات محلية ودولية.
ودعا المسؤول الأممي إلى السماح الفوري وغير المشروط للمنظمات الإنسانية بالدخول إلى الفاشر للاستجابة العاجلة لاحتياجات السكان المحاصرين، مشيرًا إلى وجود اتفاق مبدئي مع قوات الدعم السريع حول شروط دنيا تتيح دخول المساعدات، مع توقع تنفيذ ذلك خلال وقت قريب، دون صدور تعليق فوري من القوات.
وأشار سميث إلى أن المدينة تفتقر إلى المأوى الكافي، حيث يضطر عدد كبير من السكان إلى الإقامة في أكواخ بدائية من القش والأعشاب، في ظل انتشار واسع لوباء الكوليرا وأمراض أخرى.
وعقب السيطرة على المدينة، أقر قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، بوقوع تجاوزات، معلنًا تشكيل لجان تحقيق.
وتسيطر قوات الدعم السريع على ولايات دارفور الخمس غرب البلاد، من أصل 18 ولاية سودانية، بينما يفرض الجيش سيطرته على معظم الولايات الأخرى، بما في ذلك الخرطوم ومناطق واسعة في الشمال والشرق والجنوب والوسط.
ويُعد إقليم دارفور نحو خمس مساحة السودان، التي تتجاوز 1.8 مليون كيلومتر مربع، في حين يعيش غالبية السكان، البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة، في مناطق خاضعة لسيطرة الجيش.
ويواجه السودان واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا، نتيجة الحرب المستمرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ أبريل/نيسان 2023، على خلفية خلافات حول المرحلة الانتقالية، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.
