الإهتمام التركي المتصاعد بالقارة الإفريقية
فانا-أديس أبابا
24 فبراير 2022
منذ تولي الرئيس التركي طيب رجب أردوغان منصبه، والبلاد تولي اهتماماً غير مسبوق لتأسيس شراكات اقتصادية ودبلوماسية طويلة الأمد مع القارة السمراء ،أكدت ذلك الزيارات الرئاسية المتتالية لعدد من الدول الإفريقية، وما يرافقها من توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين أنقرة ونظرائها الإفريقيين.
وتأتي زيارة الرئيس أردوغان إلى إفريقيا امتداداً للاهتمام التركي المتصاعد بالقارة، إذ أعقبت القمة الإفريقية-التركية الثالثة التي عُقدت في إسطنبول ديسمبر الماضي، كما سبقتها في أكتوبر جولة رئاسية تركية في القارة السمراء.
وفي جولة جديدة قام الرئيس التركي أردوغان برحلة إفريقية زار خلالها الكونغو الديمقراطية والسنغال، كما التقى رئيس غينيا بيساو في السنغال .
تركيا تتجه نحو خليج غينيا
تُبرز الزيارة الأخيرة للرئيس التركي إلى كل من الكونغو الديمقراطية والسنغال وغينيا بيساو، الاهتمام التركي المتصاعد بمنطقة خليج غينيا التي تضم 18 دولة من غرب ووسط إفريقيا، فقد سبقتها في أكتوبر الماضي جولة شملت ثلاثاً من دولها هي أنغولا وتوغو ونيجيريا.
وشهدت هذه الزيارة مباحثات مع رئيسي الكونغو الديمقراطية والسنغال، في حين التقى أردوغان رئيس غينيا بيساو في السنغال بعد تأجيل زيارته المقررة إلى بيساو نتيجة الغزو الروسي لأوكرانيا وعودة الرئيس التركي إلى بلاده للمشاركة في قمة افتراضية للناتو يوم الأربعاء.
وتمثل جهود أنقرة الأخيرة جزءاً من استراتيجيتها للحفاظ على المصالح التركية متعددة الأوجه التي رسختها أنقرة في المنطقة خلال العقدين الماضيين، في ظل اندفاع قوى إقليمية ودولية مختلفة لتثبيت مواطئ أقدام لها هناك.
الدبلوماسية الناعمة
في صياغة روابطها بدول خليج غينيا تتبنى أنقرة استراتيجية متعددة الأبعاد، تتضمن مصفوفة من المجالات الاقتصادية والأمنية والعسكرية وغيرها.
ومثّل توقيع اتفاقيات أمنية دفاعية بين أنقرة وكينشاسا تعزيزاً للبصمة التركية في السوق العسكرية الإفريقية، إذ شهدت الأعوام الماضية توقيع أكثر من 25 اتفاقية مماثلة، تضمنت بجانب ما يتعلق بالمعدات العسكرية توريداً وتصنيعاً تدريب قوات الجيش والشرطة.
الاقتصاد ومقاربة الربح المتبادل
يمثل الاقتصاد أحد المحاور الرئيسية لهذه الزيارة، وتبرز في هذا السياق أهمية السنغال على أكثر من صعيد، فميناء العاصمة داكار على الساحل الأطلسي يمثل عقدة اتصال لطريق داكار إنجامينا السريع المار عبر دول الساحل الخمس، وطريق داكار لاغوس السريع العابر للمراكز الحضرية الساحلية لدول المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا.
وفي هذا الإطار يبرز الاهتمام التركي بتطوير العلاقات الاقتصادية مع الدول الإفريقية كانعكاس لمحاولة أنقرة تنويع الروابط السياسية مع مناطق مختلفة في العالم.
وتعمل تركيا على تقديم نفسها كبديل عن القوى الخارجية النافذة تقليدياً في إفريقيا، من خلال طرح مفهوم الشراكة المتكافئة والربح المتبادل للجميع الذي وصف به الرئيس الكونغولي الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة أخيراً مع تركيا.
ورغم الفائدة التي تجنيها الدول الإفريقية من عمل المؤسسات التركية في مجالات مختلفة أهمها الإنشاءات وتطوير البنى التحتية، تزداد في المقابل أهمية الاستثمار في الفرص التي توفرها القارة السمراء بالنظر إلى المشاكل التي واجهها الاقتصاد التركي في السنوات الأخيرة ، بحسب موقع TRT عربي.
وتجدر الإشارة إلى أن الذكرى السنوية الـ 125 للعلاقات الإثيوبية التركية قد صادفت الزيارة الرسمية التي كانت في شهر أغسطس من عام 2021 ، وبلغت ذروتها بتوقيع أربع اتفاقيات في مجالات التنمية المائية والدفاع.
كما حضر رئيس الوزراء الدكتور ابي أحمد والوفد المرافق له إلى اسطنبول بتركيا لحضور قمة الشراكة التركية الأفريقية الثالثة في ديسمبر الماضي لتعزيز العلاقات الثنائية بكامل جوانبها، في كافة المجالات والقطاعات.
كما دعمت تركيا مؤخرًا رفع حالة الطوارئ في البلاد بقولها أنها الخطوة الصحيحة لتحقيق السلام والاستقرار في إثيوبيا.
بالإضافة إلى صفحتنا على “فيسبوك” للحصول على أحدث المعلومات يمكنكم متابعتنا من خلال زيارة موقعنا “fanabc.com” وكذلك على
أحدث التغريدات في صفحتنا على تويتر https://twitter.com/fanatelevision.
والإشتراك أيضا في قناتنا على اليوتيوب https://www.youtube.com/channel/UCeFqdNxCfm0rNTtu_f90n3g/featured لمشاهدة مقاطع الفيديو الحصرية.