الاستخدام العادل لمياه النيل لا يمكن ضمانه إلا من خلال التعاون والدبلوماسية
62
صرح السفير زريهون أبيبي، مدير الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية الإثيوبية، أن الاستخدام العادل والمنصف لمياه نهر النيل لا يمكن ضمانه إلا من خلال التعاون والدبلوماسية بين دول الحوض، مؤكدًا أن الحوار والتفاهم المشترك هما السبيل الأمثل لتحقيق المصالح المتبادلة لجميع الأطراف.
وأوضح السفير زريهون “لفانا ديجيتال” أن سدّ النهضة الإثيوبي الكبير، منذ إنشائه، كان هدفًا لموجة مستمرة من المعلومات والاتهامات الكاذبة من أطراف تسعى إلى إدارة النهر استنادًا إلى عقود استعمارية قديمة لا تعكس الواقع الحالي لدول المنطقة.
وأشار إلى أن بعض الجهات تحاول باستمرار تضليل الرأي العام الإقليمي والدولي عبر حملات إعلامية غير دقيقة، من بينها الربط الخاطئ بين فيضانات السودان الأخيرة وسد النهضة، وهي محاولات وصفها بأنها غير منطقية وتفتقر إلى الأساس العلمي.
وأضاف أن محاولة مصر تحميل إثيوبيا مسؤولية الفيضانات في السودان لم تلقَ قبولًا منطقيًا، مؤكدًا أن وزارة المياه والطاقة الإثيوبية ردّت بوضوح على تلك الادعاءات وقدّمت أدلة علمية تُفنّد المزاعم، ما يعكس التزام الحكومة بالشفافية والمسؤولية.
وأكد السفير أن التنمية التي تقودها إثيوبيا في نهر النيل تمثل خطوة نحو الاستخدام العادل للمياه وتعزز التكامل الإقليمي والتنمية المشتركة بين دول الحوض، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تستند إلى مبادئ التعاون والاحترام المتبادل لا الصراع والمواجهة.
ودعا السفير زريهون إلى سحب الاتهامات الباطلة والابتعاد عن السياسات القديمة التي تستند إلى الامتيازات الاستعمارية، مؤكدًا أن عقود الحقبة الاستعمارية الخاصة بالنيل قد عفا عليها الزمن، وأن التمسك بها لا يخدم مصالح أي دولة في ظل التحولات الإقليمية والدولية الراهنة.
وشدد على أن التفكير الاستعماري في إدارة مياه النيل لم يعد مقبولًا في العصر الحديث، وأن الحل الحقيقي يكمن في بناء الثقة المتبادلة والعمل من أجل المنفعة المشتركة من خلال الأطر الدبلوماسية والحوار البنّاء.
واختتم السفير زريهون أبيبي تصريحه بالتأكيد على أن سد النهضة يمثل الخيار الواقعي لتعزيز التعاون بين دول حوض النيل، مشيرًا إلى أن المشروع ليس تهديدًا لأي طرف، بل فرصة لتعزيز التكامل الاقتصادي والإنساني في المنطقة، ما يجعل التعاون والدبلوماسية الطريق الوحيد لضمان العدالة المائية.