الانتخابات الأمريكية 2020: من الفائز في “اشتباك” ترامب وبايدن في مناظرتهما التلفزيونية؟
01.10.2020
في مناظرة بدت أشبه بمعركة للتراشق بالأطعمة، كان الفائز فيها هو من خرج ملطخاً بشكل أقل من الآخر.
وفي ليلة الثلاثاء، كان هذا الرجل هو جو بايدن، فقط لأن هدفه الرئيس كان أن يبرهن للأمريكيين أنه قادر على الصمود في وجه الضغوط، وأنه لم يتعثر بسبب عمره المتقدم. وكان عليه أن يثبت قدرته على أن يتلقى ضربة كعكة في وجهه ويظل محتفظاً بهدوئه.
وقد تمكن من تحقيق ذلك في الغالب، وإن كان هذا يرجع بشكل جزئي إلى أن دونالد ترامب بصياحه ومقاطعته باستمرار لم يمنح نائب الرئيس السابق فرصة لأن يقول شيئاً قد يلحق ضرراً بقضيته.
هذا الجانب من الرئيس الذي يتجلى في تغريداته على تويتر- الجانب غير التقليدي، الصاخب، المُسيئ والمروج للإشاعات- كان حاضراً بقوة خلال المناظرة التي استمرت لساعة ونصف الساعة.
ولسوء حظ الرئيس، فإن الكثير من الأمريكيين، حتى أنصاره، يجدون شخصيته هذه التي تظهر على وسائل التواصل الاجتماعي واحدة ضمن أكثر سماته افتقاراً للجاذبية. كان ترامب بحاجة لهذه المناظرة لكي يغير كفة السباق الانتخابي التي تميل في غير صالحه بشكل ثابت، في ظل مشكلات اقتصادية وصحية واجتماعية.
ولا يبدو أن شيئاً ما في هذه المناظرة الفوضوية سيغير في ديناميكية السباق أو في مواقف الناخبين الأمريكيين الذي لم يحسموا رأيهم بعد، و هم واحد من بين كل عشرة أمريكيين (وإن كانوا ربما قد قرروا عدم مشاهدة مناظرات جديدة).
كان واضحاً من البداية أي نوع من “المناظرات” ستكون تلك. فقد كان هدف دونالد ترامب الرئيسي هو أن يثير أعصاب جو بايدن. وقد خطط لينفذ ذلك عبر مقاطعته المستمرة لكلام نائب الرئيس السابق.
وقد قاطع ترامب كلام بايدن 73 مرة وفقاً لما أحصته قناة سي بي إن نيوز.
وأدى ذلك إلى سلسلة من التراشقات الفوضوية، والتي تضمنت تشكيك ترامب بذكاء بايدن، ووصف بايدن لترامب بأنه “مهرج”، قبل أن يحاول إسكاته، سائلاً إياه ” هل يمكن أن تغلق فمك يا رجل؟”.
وأخذ ترامب يهاجم بايدن مراراً وتكراراً، بينما ظل الأخير يضحك ويهز رأسه.
وبعدما أعلن مدير المناظرة كريس والاس أن فيروس كورونا سيكون موضوع السؤال التالي، على أن يكون أمام كلا المرشحين للإجابة عليه دقيقتان ونصف دون مقاطعة، سارع بايدن بالقول ” حظاً سعيداً في ذلك”.
ربما كانت إدارة هذا الحدث مساء يوم الثلاثاء أسوأ مهمة يمكن أن يتولاها شخص في أمريكا.
فيروس كورونا كان على أي حال ليظل موضوعاً صعباً بالنسبة للرئيس. وقد جاء ترتيبه في وقت مبكر من المناظرة. كان على ترامب أن يدافع عن تعامله مع الوباء الذي أسفر عن أكثر من مئتي ألف وفاة في أمريكا. وقد قال إن الخطوات التي اتخذها أدت إلى تجنب وقوع المزيد من الوفيات، ورجح أن بايدن كان ليجعل الأمور أكثر سوءا.
أما بايدن فقام بالرد موجهاً نظره للكاميرا، سائلاً المشاهدين إن كانوا يصدقون ترامب (تشير استطلاعات الرأي إلى أن غالبية الأمريكيين لا يوافقون على تعامل ترامب مع أزمة الوباء).
قال بايدن “الكثير من الناس ماتوا، وكثيرون سيموتون ما لم يكن أكثر ذكاء، ويتصرف بصورة أسرع”.
وفي تراشق كلامي لافت، تفاخر ترامب بحجم مسيرات حملته الانتخابية التي نُظمت في الهواء الطلق وفقاً لنصائح “الخبراء” -مع التشديد على هذه الكلمة. ثم قال إن بايدن عقد مسيرات أصغر حجماً لأنه لم يتمكن من اجتذاب حشود أكبر.
وأضاف ترامب “الناس يريدون فتح أماكنهم”.
فرد بايدن قائلاً” الناس يريدون أن يكونوا في أمان”.
أظهر هذا التبادل الكلامي اختلافا جوهرياً في الطريقة التي يرى بها كلا المرشحين الوباء وما إذا كان الوضع يتحسن أو يزداد سوءا.”
المصدر : بي بي سي عربي