انتقد عضو البرلمان الإثيوبي ومستشار وزير المياه والطاقة، محمد العروسي، تصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخيرة بشأن سد النهضة الإثيوبي الكبير، واصفًا إياها بأنها “متناقضة ولا تعكس الواقع بعد اكتمال المشروع وبدء تشغيله رسميًا”.
وقال العروسي، في مقابلة مع بودكاست فانا عربي، إن “الخطاب المصري لا يزال أسير الماضي”، مضيفًا أن القاهرة “تستخدم قضية سد النهضة كورقة ضغط سياسية في ملفات أخرى، من بينها مطالبة إثيوبيا بالحصول على منفذ بحري”.
وأوضح أن سد النهضة أُنجز وفق أعلى معايير الأمان والسلامة، وحقق بالفعل فوائد ملموسة للسودان من خلال تقليل الفيضانات وتنظيم تدفق المياه إلى دول المصب.
وأضاف العروسي أن “مكانة إثيوبيا في القارة لا تسمح بفرض الوصاية عليها”، مشددًا على أن بلاده “تجاوزت مرحلة التهديدات الخطابية، ولن تقبل بأي لغة استعلائية تجاه إثيوبيا أو القارة الأفريقية”.
ورأى أن اتهام القاهرة لإثيوبيا بالتعنت “غير صحيح”، مؤكدًا أن أديس أبابا كانت “الأكثر مرونة”، إذ وقّعت اتفاقية إعلان المبادئ عام 2015 وشاركت في مفاوضات متكررة للتوصل إلى حلول عادلة ومنصفة، بينما “التعنت الحقيقي هو الإصرار على الاتفاقيات الاستعمارية القديمة التي تجاوزها الزمن”.
وردًا على تصريح الرئيس المصري بأن “الأنهار خُلقت لتكون جسورًا للتكامل لا للفصل”، قال العروسي إن سد النهضة “هو في حد ذاته جسر للتكامل الإقليمي”، لأنه يهدف إلى ربط القارة الأفريقية عبر الطاقة والتنمية المشتركة.
وأشار إلى أن “مصر كانت غائبة عن القارة السمراء لأكثر من أربعة عقود”، في حين أن “إثيوبيا كانت حاضرة بجهودها في دعم الأمن الإقليمي، والاندماج الاقتصادي، وربط أفريقيا بالبنية التحتية للطاقة”.
وختم العروسي بالترحيب بتصريحات مستشار الرئيسالأمريكي مسعد بولس التي شددت على ضرورة حل ملف سد النهضة تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، مشددًا على أن “إثيوبيا تؤمن بأن الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية هي السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار والتنمية في القارة”.