Fana: At a Speed of Life!

المختص في شؤون القرن الإفريقي عبد الباقي الأصبحي: إثيوبيا اليوم ليست كالأمس

أشار المختص في شؤون القرن الإفريقي عبد الباقي الأصبحي إلى أن الدبلوماسية الإثيوبية حققت خلال السنوات الأخيرة نجاحات لافتة في ملفات إقليمية معقدة، كان أبرزها ملف سد النهضة الذي شكل محورا رئيسيا للنقاش الدولي والإقليمي.

ويؤكد الأصبحي أن أديس أبابا استطاعت، عبر عمل دبلوماسي منسق، إقناع المجتمع الدولي بأن السد لا يشكل تهديدًا حقيقيًا لمصالح دولتي المصب، مصر والسودان، بل يمثل مشروعا تنمويا يخدم المنطقة بأسرها.
وأوضح الأصبحي في مقابلة مع بودكاست فانا عربي أن حضور رؤساء دول الجوار في حفل تدشين السد شكل دليلا عمليا على قبول مشروع سد النهضة كخطوة استراتيجية تعود بالفائدة المشتركة، لا سيما عبر إمكانية نقل الكهرباء إلى دول المنطقة.

ويرى الأصبحي أن السد ليس ملكا لإثيوبيا وحدها، بل هو مشروع أفريقي بامتياز، استطاعت البلاد إنجازه بفضل تماسك أكثر من 80 هوية عرقية اجتمعت على هدف واحد، ما يمثّل نموذجا فريدا للوحدة الوطنية.
وفي سياق نقده للمواقف الإقليمية، عبر الأصبحي عن استغرابه من لجوء مصر إلى جامعة الدول العربية للضغط على أديس أبابا، رغم كونها دولة إفريقية تنتمي جغرافيا وسياسيا لذات الإطار الإقليمي لدول القارة الإفريقية، ويرى أن هذا التحرك لا يعكس روح التعاون الطبيعي المتوقع داخل القارة.
كما شدد الأصبحي على أن دول القرن الإفريقي تستفيد من دور إثيوبيا في تعزيز فرص العمل، وتنشيط حركة الملاحة، بالإضافة إلى المنح الدراسية التي تقدمها أديس أبابا لطلاب دول الجوار، ما يعزز الروابط الاجتماعية والاقتصادية داخل الإقليم.

وفي الوقت ذاته، أشار إلى اهتمام دول الخليج المتزايد بالاستثمار في إثيوبيا، لما تملكه البلاد من فرص واعدة وبيئة خصبة للنمو الاقتصادي.

ولم يغب الجانب القيمي عن تحليلات الأصبحي، إذ أكد أن الأخلاق هي أساس بناء الدول، مشيدا بأخلاق الشعب الإثيوبي التي تمثل برأيه ركيزة من ركائز الاستقرار والتطور.

أما في ما يتعلق بالقضايا الإقليمية الأخرى، فقد أشار إلى أن النظام الإريتري بقيادة أسياس أفورقي لا يمكن مقارنته بحجم وتأثير النظام الإثيوبي، معتبرا أن جيبوتي كانت تاريخيا جزءا من المحيط السياسي لإثيوبيا.

كما أوضح أن الدبلوماسية الإثيوبية تدار وفق مبدا المصالح المتبادلة سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي، ما يعزز مكانة البلاد كفاعل مهم في محيطها.

وفي ختام حديثه، تطرق الأصبحي إلى قوة المصالح المشتركة بين إثيوبيا ودول الاتحاد الأوروبي، معتبرا أن التعاون بين الجانبين يفتح آفاقا واسعة في مجالات التنمية والاستثمار والأمن، ويعكس احتراما متبادلا مبنيا على رؤية مشتركة لمستقبل المنطقة.

You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.