Fana: At a Speed of Life!

اليمنيون في إثيوبيا: تجربة رياض العقاب في الأسواق الصاعدة

في السنوات الأخيرة أصبحت إثيوبيا واحدة من أبرز الوجهات الاستثمارية في إفريقيا، نظراً لحجم التطورات الاقتصادية والبنية التحتية، والانفتاح المتزايد على المستثمرين الأجانب.

وفي حلقة جديدة من بودكاست “فانا عربي” استضاف الإعلامي فؤاد علي رجل الأعمال وخبير التسويق والمبيعات رياض العقاب المقيم في إثيوبيا، للحديث عن رحلته، وتجربته الشخصية، ورؤيته لواقع الاستثمار في البلاد، إضافة إلى العلاقات التاريخية بين الشعبين اليمني والإثيوبي.

البداية… زيارة عابرة تحولت إلى مستقبل مهني

يروي رياض العقاب أن أول زيارة له إلى إثيوبيا كانت في يوليو 2019، قادمًا من دبي بقصد السياحة فقط، قبل أن تتحول الزيارة إلى بوابة جديدة لحياة مهنية واسعة.
يقول العقاب: سمعنا عن إثيوبيا في الخارج بصورة مختلفة، كبلد غير آمن وغير متطور، ولكنني عندما دخلت البلد وجدت واقعًا مخالفًا تمامًا؛ أمن وأمان واستقبال كريم من الشعب والحكومة وبيئة خصبة للعمل.”

هذه التجربة الأولى كانت نقطة التحول التي دفعته للاستقرار والعمل في البلاد، واصفًا إثيوبيا بأنها بلد نامٍ يفتح ذراعيه لكل من يحمل خبرة أو رغبة حقيقية في الاستثمار.

اليمنيون في إثيوبيا… علاقة تمتد لقرون

يؤكد العقاب أن الجالية اليمنية هي أقدم جالية عربية في إثيوبيا، وأن العلاقات بين البلدين ليست مجرد علاقات تجارية حديثة، بل تاريخية تمتد لعشرات القرون.
ويضيف في ماركاتو أو أي سوق في أديس أبابا ستجد من يحدثك عن قريب يمني أو تاجر يمني تربطه به علاقة، اليمنيون زرعوا التجارة في إثيوبيا منذ القدم، ونحن اليوم نحصد ما غرسه الأجداد.”

ويرى أن هذا التقارب نابع من تشابه العادات والتقاليد بنسبة تصل إلى 70%، إضافة إلى العلاقات الأسرية المختلطة بين الشعبين، ما جعل اليمنيين يشعرون بأن إثيوبيا وطن ثانٍ لهم.

البحر الأحمر… الجسر التاريخي بين الشعوب

تحدّث العقاب عن استمرار الدور الجغرافي للبحر الأحمر وجيبوتي في تعزيز الروابط اليمنية – الإثيوبية، خصوصاً في التجارة ونقل المواشي والمنتجات.
ويضيف: العلاقة الدبلوماسية والاجتماعية بين اليمنيين والاثيوبيين ما زالت قوية ومتواصلة إلى اليوم.”

فرص الاستثمار… بيئة واسعة وتسهيلات حكومية

يصف العقاري السوق الإثيوبية بأنها واحدة من أكثر الأسواق الواعدة في إفريقيا، وأنها تشهد نهضة عمرانية وسكانية غير طبيعية خلال العامين الأخيرين، مع بنية تحتية تتطور بسرعة لافتة.

ويشير إلى أن الحكومة الإثيوبية تقدم اليوم العديد من التسهيلات للمستثمرين الأجانب، مثل:

  • السماح للأجانب بشراء المنازل والحصول على الإقامة

  • تسهيل تسجيل الشركات

  • دعم الصناعات المحلية

  • تقليل القيود على الاستثمار في قطاعات متعددة

نصيحة للمستثمرين العرب: “تعالوا وشاهدوا بأنفسكم”

يركّز العقاب على نقطة أساسية، وهي ضرورة زيارة إثيوبيا قبل الحكم عليها أو اتخاذ قرار الاستثمار فيها، قائلاً: لا تعتمد على ما تقرأه أو تسمعه من خلف الشاشات، تعال وشاهد البلد على أرض الواقع… إنها بلد ناشئة، وفيها فرص لا تُعد.”

كما كشف عن توجّه قادم لاجتماع مرتقب بين المستثمرين العرب والحكومة الإثيوبية لبحث التحديات وتحسين بيئة الاستثمار.

اليمنيون في الاستثمار… حضور قوي ومستمر

يقول العقاري إن اليمنيين حاضرون بقوة في قطاعات عديدة داخل إثيوبيا، أهمها:

  • المصانع المحلية

  • تجارة المواشي

  • السوبرماركت

  • الاستيراد والتصدير

  • التسويق والمواد الغذائية

ويشير إلى أن الحكومة الإثيوبية اليوم تركّز على دعم الصناعة المحلية بشكل خاص، وتعتبرها المحرك الأول لبناء اقتصاد قوي ومستدام.

الأسواق الإثيوبية… نشاط متجدد ونهضة شاملة

بحسب العقاري، فإن الأسواق التجارية في أديس أبابا تشهد إعادة بناء وهيكلة في معظم القطاعات: من الإلكترونيات، إلى المواد الغذائية، إلى المصانع.
ويتابع:  إثيوبيا اليوم مثل الصين قبل عقود… بلد يبني نفسه من الصفر،ويرى أن المرحلة الحالية هي أفضل فترة للاستثمار، وأن من يفشل في الاستفادة منها الآن لن يجد نفس الفرصة في السنوات القادمة.

تجربة شخصية غنية… ست سنوات من التعلم

يعبّر العقاب عن تقديره الكبير للسنوات الست التي قضاها في إثيوبيا، قائلاً:
تعلمت هنا ما لم أتعلمه خلال عشرين سنة، تعلمت الصبر، وفهمت معنى بناء النفس من جديد، ووجدت في هذا البلد مدرسة حقيقية في التجارة وفي العلاقات الإنسانية.”

ويؤكد أنه لو عاد به الزمن، لاختار أن تكون إثيوبيا وجهته الأولى.

يرى العقاري أن طموحه في إثيوبيا ليس صغيرًا ولا محدودًا، بل واسع ويمتد إلى بناء مشاريع كبيرة في المستقبل، مؤكدًا أن البيئة الحالية تساعد على ذلك وأن القادم سيكون أفضل.

كلمة أخيرة للمستثمرين

في ختام اللقاء، وجه العقاري رسالة موجّهة للمستثمرين العرب والمستثمرين من مختلف الدول:
إثيوبيا اليوم في مرحلة نهضة حقيقية، ومن يدخل السوق الآن سيكسب المستقبل، البلد تتغير بسرعة، وهذه الفترة هي فترة النجاح.”

عكس الحوار مع رياض العقاب صورة واضحة عن الإمكانات الاقتصادية الكبيرة التي تحملها إثيوبيا، وعن الدور المحوري للجالية اليمنية والعربية في دعم الاقتصاد الإثيوبي، فبين التقارب الاجتماعي والفرص الاستثمارية المتنوعة، تبدو إثيوبيا اليوم أرضًا خصبة لكل من يطمح لبناء مستقبل اقتصادي ناجح.

You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.