رئيس الوزراء يحقق حراكًا دبلوماسيًا واسعًا ويطلق مشاريع تنموية كبرى خلال شهري أكتوبر ونوفمبر
شهد شهرا أكتوبر ونوفمبر نشاطًا مكثفًا لرئيس الوزراء الدكتور آبي أحمد، شمل سلسلة من اللقاءات الوطنية والدولية المهمة، إضافة إلى زيارات ميدانية ومشروعات تنموية متنوعة على مستوى البلاد.

دبلوماسية نشطة في قمة العشرين
حقق رئيس الوزراء إنجازًا دبلوماسيًا بارزًا بحضوره لأول قمة لمجموعة العشرين تُعقد على أرضٍ أفريقية، والتي استضافتها جنوب أفريقيا، وأسهمت مشاركته في تعزيز صوت أفريقيا الجماعي داخل هذا المحفل الدولي، مع الحفاظ على المصالح الوطنية لإثيوبيا، بما يعكس تزايد تأثير القارة في الشؤون العالمية.
وخلال القمة، عقد الدكتور آبي أحمد سلسلة لقاءات ثنائية ومتعددة الأطراف، شملت الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا، والمديرة العامة لصندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا، والرئيس الجديد للبنك الأفريقي للتنمية الدكتور سيدي ولد التاه، وتناولت اللقاءات الإصلاحات الاقتصادية في إثيوبيا، وسبل دعم النمو الشامل، وتعزيز التعاون التنموي.
كما أجرى رئيس الوزراء مباحثات مع عدد من قادة العالم، بينهم ولي عهد أبوظبي، ورؤساء تركيا وفنلندا وفرنسا وألمانيا، إلى جانب رؤساء وزراء النرويج والهند وفيتنام وكوريا الجنوبية وأستراليا والمملكة المتحدة وهولندا وإيطاليا، ونائب رئيس إندونيسيا، وتطرقت النقاشات إلى قضايا المناخ، وتحديث الزراعة، وأولويات التجارة والسيادة الغذائية، فضلاً عن تطوير البنية التحتية المستدامة.
وفي السياق ذاته، التقى رئيس الوزراء بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لبحث دعم إثيوبيا لمؤتمر الأطراف الثاني والثلاثين، وتعزيز التعاون حول المناخ والأمن والتنمية المستدامة، كما عقد مباحثات مماثلة مع رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيس الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الدكتور باتريس موتسيبي، ورئيس البنك الدولي أجايي بانغا.
مشروعات الري والتنمية السياحية في أمهرة
وعلى الصعيد المحلي، تفقد رئيس الوزراء مشروع تطوير الري في ميغيتش خلال زيارته لمدينة غوندر في إقليم أمهرة، يمتد المشروع على مساحة 870 هكتارًا، ويُتوقع أن يروي عند اكتماله نحو 17 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، مما سيشكّل إضافة نوعية للإنتاج الزراعي بالمنطقة.
كما افتتح أعمال تحديث قلعة “فاسيل غمب” برفقة السيدة الأولى زيناش تاياتشو وعدد من المسؤولين، وشملت أعمال التحديث ترميم الهياكل التاريخية، وتحسين الممرات، وتجديد القصور والحمامات والجسور باستخدام مواد تقليدية تحافظ على الأصالة التاريخية للموقع، كما شهدت القلعة تطوير مرافق الزوار، بما فيها مركز سياحي جديد، وأنظمة إضاءة وأمن حديثة، وتنسيق أكثر من 40 ألف متر مربع من المساحات الخضراء.

تنشيط السياحة ومشروعات البنية التحتية في بحر دار
ودشّن رئيس الوزراء العبّارة السياحية ” طانانيش 2″ المخصّصة لنقل أكثر من 180 راكبًا، بهدف تسهيل الوصول إلى “غورغورا إيكو لودج” على ضفاف بحيرة تانا.
وخلال وجوده في مدينة بحر دار، تفقد الملعب الدولي الذي يتم تطويره وفق معايير الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، بطاقة استيعابية تصل إلى 52 ألف متفرج، كما تابع استكمال تركيب المقاعد والعشب وتسريع أعمال البنية التحتية للملعب.
وفي السياق نفسه، تفقد رئيس الوزراء مشروع منتجع “فيلي غيون” قيد الإنشاء على ضفاف بحيرة تانا، والمتوقع أن يشكل رافدًا مهمًا للسياحة ويوفر فرص عمل واسعة للشباب.
مشروعات حضرية وتنموية في خميسي
وخلال زيارته لمدينة خميسي بمنطقة إدارة قومية أورومو في إقليم أمهرة، أكد رئيس الوزراء أن أعمال تطوير الممرات ما تزال في بداياتها، إلا أن تنفيذ مسار الدراجات الهوائية الممتد على 1.3 كيلومتر ومسارات المشاة يمثّل انطلاقة مشجعة.
كما زار مصنع “إلفورا” للصناعات الزراعية المتكاملة، لما يقوم به من دور في دعم التنمية المستدامة للمدينة.

الابتكار الإثيوبي والذكاء الاصطناعي
وفي سياق أخر، زار الدكتور آبي أحمد معهد الذكاء الاصطناعي الذي شهد مؤخرًا إعادة هيكلة شاملة وبيئة عمل متطورة بعد نقله.
وأكد أن المعهد حقق تقدمًا لافتًا في مجالات الحوسبة السحابية والبيانات الضخمة والروبوتات، إلى جانب دوره في قطاعات الصحة والزراعة والخدمات.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن مركز الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، الذي أُطلق حديثًا، يشكل منصة لاحتضان الأفكار والمشروعات الابتكارية، وقد استفاد منه حتى الآن 200 مبتكر.
وفي الإطار ذاته، اعتمد مجلس الوزراء خلال اجتماعه الخمسين استراتيجية إثيوبيا الرقمية 2030، في خطوة تؤكد توجه الحكومة نحو التحول الرقمي الشامل.
تعزيز العلاقات مع جنوب شرق آسيا
وفي نوفمبر، استقبل رئيس الوزراء نظيريه الماليزي داتو سيري أنور إبراهيم، والسنغافوري لورانس وونغ، حيث شملت الزيارتان برنامجًا لغرس الشتلات وجولات في متحف القصر ومشاورات ثنائية، وتم توقيع اتفاقيات في مجالات التدريب المهاري وتجارة الكربون مع سنغافورة، إلى جانب اتفاقيات في السياحة والصحة والنقل الجوي والتخطيط الحضري مع ماليزيا، بما يعزز التعاون المتنامي مع دول جنوب شرق آسيا.
