رئيس الوزراء يشيد بترميم قلعة فاسيل غيبي ويصفها بأنها “رمز لنهضة غوندر”
أشاد رئيس الوزراء الإثيوبي د. آبي أحمد بأعمال التطوير الحضري وترميم التراث في مدينة غوندر شمالي البلاد، معتبرًا أنها تعكس مسيرة المدينة الحثيثة نحو النهضة وتمنح أملًا ملموسًا للأجيال الشابة.
جاءت تصريحات آبي خلال افتتاح قلعة فاسيل غيبي المُرمَّمة، وهي المجمع الملكي الذي كان مقرًا لأباطرة إثيوبيا منذ أربعينيات القرن السابع عشر حتى عام 1864، ويُعد من أبرز معالم التاريخ الإثيوبي المدرجة على قائمة التراث العالمي لليونسكو منذ عام 1979.
وقال رئيس الوزراء إن أعمال الترميم، التي انطلقت عام 2024 في إطار مبادرة “المائدة من أجل الوطن”، أعادت إحياء قلب مدينة غوندر، وجمعت بين الحرفية التقليدية وتقنيات الحفظ الحديثة، مما أضفى حياة جديدة على القلعة وساهم في تحسين البيئة الحضرية ومرافق الزوار.
وأضاف آبي أن قلعة فاسيل غيبي “كنز وطني طال إهماله”، مشيرًا إلى أن أحد أسباب تخلّف بلاده يتمثل في تجاهل إنجازات الأجيال السابقة. وشدد على ضرورة الاعتزاز بالماضي والبناء عليه بدل التقليل من شأنه، معتبرًا أن المجتمعات التي تتذكر تاريخها وتستثمر في تراثها قادرة على توجيه جهودها التنموية نحو مستقبل مستدام.
وأوضح رئيس الوزراء أن الجمع بين مشاريع التجديد الحضري وجهود الترميم يمنح شباب غوندر شعورًا بالأمل والانتماء، داعيًا إياهم إلى المشاركة في مواصلة هذا التحول. وأضاف أن “أجدادهم شيّدوا أسس المدينة، والجيل الحالي حافظ عليها، بينما تقع على عاتق الشباب مسؤولية بناء غوندر أكثر ازدهارًا وجمالًا”.
ودعا آبي سكان المدينة إلى التوحّد خلف جهود تجديدها، مشددًا على أن “النهضة الحضرية مشروع جماعي يعكس صمود إثيوبيا ورؤيتها للمستقبل”. وأكد أن ما تحقق في مجمع فاسيل غيبي يجب أن يكون نموذجًا لإحياء معالم تاريخية أخرى داخل المدينة وخارجها، ليصبح التراث منطلقًا للتنمية الثقافية والاقتصادية معًا.
يُذكر أن فاسيل غيبي، الذي يعني بالأمهرية “المجمع الملكي”، يضم قصورًا وكنائس وأديرة وهياكل معمارية فريدة، ويُحيط به سور بطول نحو 900 متر. ويُعدّ الموقع شاهدًا على الحقبة الذهبية للعمارة الإثيوبية، ومقصدًا سياحيًا وثقافيًا رئيسيًا في شمال البلاد.
