Fana: At a Speed of Life!

رقمنة المخطوطات الإثيوبية.. بين حفظ الإرث الثقافي ومخاطر ضياع الذاكرة

بدأت جهود حقيقية في إثيوبيا لتحويل الإرث الرقمي إلى صيغ أكثر أمانًا، مثل “المايكروفيلم”، الذي يُعد وسيلة معتمدة رسميًا للحفظ الأكاديمي طويل الأمد، خاصةً للمخطوطات النادرة والوثائق التاريخية.

وقال هيلي ميكائيل خبير أول في خدمات البحث والدراسة في كتابات الحضارات القديمة إن إثيوبيا تُعد من الدول الإفريقية القليلة التي تمتلك مخطوطات يزيد عمرها على 900 عام، مكتوبة باللغتين الجعزية والعربية، وتضم كتبًا دينية مثل الأناجيل و”كتاب هينوك”، فضلًا عن نصوص فلسفية ورسائل ملوك ومراسلات دبلوماسية تعود لحقب تاريخية مختلفة.

 وافاد هيلي ميكائيل بأن المخطوطات قد جُلب بعضها من جِمّا بعد رقمنته بمستوى عالٍ، وتُحفظ الآن في المساجد والمراكز الدينية لتكون متاحة للباحثين والجيل القادم

ولفت إلى أن هناك كتب مكتوبة بالجعزية والعربية تحمل مضامين متعددة كما أن كلمات ومصطلحات مثل “جيغجيغا”، “هرر”، و”مسجد عبد السلام” تظهر في وثائق موثقة تُستخدم اليوم في العالم العربي ويتم العمل حاليًا على تسجيل “كتاب المصطفى” ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو

وأوضح أن إثيوبيا تشهد صحوة علمية، لا سيما في قسم “الفيلولوجي” بأديس أبابا، المعني بدراسة اللغة الجعزية والمخطوطات العربية، بعد سنوات من التهميش وبدأ هذا القسم في استعادة دوره، مدعومًا باهتمام دولي متزايد من ألمانيا، وكندا، والصين، وغيرها.

وقد سبق أن قدم إثيوبيون مثل غريغوريوس مساهمات علمية في أوروبا، أسهمت في تعريف العالم بالإرث الثقافي الإثيوبي، حتى أن بعض المفكرين الأوروبيين، كهيغل، أشار إلى أن إثيوبيا هي “أصل الفلسفة” في القارة.

ويقول مراقبون إن إثيوبيا ليست فقط بلاد “بلال” و”لوسي” ومهد القهوة، بل أيضًا مهد الكتابة، ويجب الحفاظ على هذه الهوية الثقافية من الضياع، لأنها تمثل جوهر الشخصية الوطنية، وقوة معرفية يجب تسليمها بوعي ومسؤولية إلى الأجيال القادمة

You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.