يمثل مشروع سد النهضة الإثيوبي محطة فارقة في مسيرة التنمية الوطنية، حيث نجحت إثيوبيا في تنفيذ هذا الصرح العملاق بالكامل بكفاءات محلية، دون الاعتماد الكامل على الخبرات الأجنبية، في إنجاز وصف بأنه “الأول من نوعه في إفريقيا” وضمن “أكبر عشرة مشاريع في العالم”.
وقال المهندس مولوقين أليمو، الرئيس التنفيذي لمكتب التدريب العالمي على اللحام في إثيوبيا، إن تنفيذ السد بأيادٍ إثيوبية خالصة ساهم في تقليل الاعتماد على الخارج، وفتح الباب أمام نقل التكنولوجيا وبناء إرث تقني محلي يمكن الاعتماد عليه في المستقبل.
وأضاف أن المشروع شكّل تحولًا نوعيًا في قدرات البلاد، حيث تم إدخال أنظمة ومعدات متطورة، وتمكنت إثيوبيا من تطوير قدرات محلية شاملة على مستوى التكنولوجيا ورأس المال البشري.
من جانبه، أوضح المهندس أبرهام مزمر، مدير المكتب، أنه جرى تدريب نحو 400 مهندس وفني إثيوبي في مجالات اللحام المهني والدولي، ليتمكنوا من الإسهام بكفاءة في إنجاز المشروع، ما يعكس نجاح برامج بناء القدرات الوطنية.
كما أشار المهندس فانتاهون يمن، المدير التنفيذي لإدارة جودة اللحام، إلى أن السد يُجسّد ثمرة الجهد والمثابرة، وأنه نموذج يُحتذى به في إفريقيا، مؤكدًا أن مشاريع بهذا الحجم تتطلب شجاعة وخبرة عملية، وقد أثبتت إثيوبيا قدرتها على تنفيذها دون الحاجة إلى شركات أجنبية.
ويُعد سد النهضة اليوم رمزًا للسيادة التنموية والاعتماد على الذات، وتجسيدًا لعزيمة الشعب الإثيوبي، الذي واجه التحديات وحقق المستحيل بروح العمل الجماعي والكفاءة الوطنية.
