قال زمَدنِيه نقاتو، الرئيس التنفيذي لبنك الاستثمار التابع للبنك التجاري الإثيوبي والمستشار الاستثماري الإثيوبي-الأمريكي، إن سد النهضة الإثيوبي الكبير يُعد مثالًا عمليًا للتعاون الإفريقي، ويُظهر قدرة مشروعات البنية التحتية على تجاوز الحدود السياسية لتحقيق منافع اقتصادية مشتركة.
وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية أوضح زمَدنِيه أن أهمية السد تتجاوز دوره كمشروع لتوليد الطاقة، ليصبح رمزًا لإرادة إثيوبيا الجماعية وقدرتها على تنفيذ إنجازات تاريخية.
وأشار إلى أن سد النهضة، الأكبر في إفريقيا وضمن أكبر عشرة سدود في العالم، تم تمويله بالكامل من الحكومة والشعب الإثيوبي، ما يجعله حالة نادرة لمشروع بهذا الحجم في دولة نامية.
وأضاف أن الإنجاز يعكس فخرًا وطنيًا ويُثبت أن التنمية الكبرى لا يجب أن تعتمد على المساعدات الخارجية.
وأضاف زمَدنِيه أن اكتمال السد ضاعف القدرة الكهربائية المركبة في إثيوبيا، لترسخ مكانتها كثاني أكبر منتج للكهرباء في القارة، مشيرًا إلى أن هذا التوسع سيطلق تحولات اقتصادية نوعية، خاصة في قطاع التصنيع.
ولفت إلى أن إثيوبيا تتمتع أصلًا بواحدة من أدنى أسعار الكهرباء عالميًا، وأن زيادة القدرة الإنتاجية ستضمن وفرة الطاقة واستمرار انخفاض التكلفة، ما يجعل البلاد وجهة جاذبة للشركات المحلية والمتعددة الجنسيات.
وأكد أن سد النهضة يعالج تحديات الكهرباء الموثوقة والميسورة التي كانت تعيق الصناعة في إفريقيا، مانحًا إثيوبيا ميزة تنافسية مهمة.
كما أشار زمَدنِيه إلى البعد الإقليمي للمشروع، مشيرًا إلى أن إثيوبيا بدأت تصدير الكهرباء إلى دول الجوار مثل جيبوتي والسودان وكينيا، وتدرس توسيع الشبكة لتشمل تنزانيا وربما مصر في المستقبل، بما يعزز التكامل الإقليمي.
وقال الخبير سد النهضة ليس مجرد مشروع إثيوبي، بل هو نموذج حي للتعاون الإفريقي، ويدل على أن مشروعات البنية التحتية يمكن أن تتجاوز الحدود السياسية لتحقيق منافع اقتصادية مشتركة.