عيد الصليب “مسكل” في إثيوبيا.. احتفال بالإيمان والتاريخ
يُعد عيد الصليب، المعروف محليًا باسم مسكل (Meskel)، واحدًا من أعظم الأعياد الدينية في إثيوبيا، ويحظى بمكانة خاصة في قلوب الشعب الإثيوبي، هذا العيد ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو احتفال يجمع بين الإيمان، التاريخ، الثقافة والوحدة الوطنية.
إن مسكل يعكس عمق الروحانية الإثيوبية، ويُجسد علاقة الشعب بتراثه المسيحي الأرثوذكسي، ويجمع أتباعه في طقس احتفالي مليء بالصلوات، الأناشيد، والتعبير عن الأمل والسلام.
يرتبط مسكل بقصة اكتشاف الصليب الحقيقي الذي صُلب عليه السيد المسيح حسب المعتقدات الأرثوذكسية الإثيوبية، فإن الصليب اكتُشف بفضل رؤى دينية قادتها الملكة إيليني، وهي شخصية بارزة في التاريخ الإثيوبي، تقول الرواية إن الملكة إيليني كانت تسعى لاكتشاف مكان الصليب بعد رؤى إلهية قادتها في ذلك.
وعند عثورها على الصليب، أمرت بإشعال النيران كعلامة والمعروفة في إثيوبيا “دميرا”Demera وهي تلة ضخمة من الأخشاب المزيّنة بالأزهار، لتكون رمزًا للفرح بالنور المسيحي والفداء منذ ذلك الحين أصبح إشعال دميرا الطقس المركزي في احتفالات عشية عيد مسكل.
![]()
المعنى الديني والروحاني لمسكل
مسكل ليس مجرد احتفال تقليدي، بل يحمل معاني روحية عميقة يُذكر الأتباع بأن الصليب رمز التضحية والفداء، حيث بذل المسيح حياته فداءً للبشرية في عيد مسكل، يجتمع المؤمنون لتجديد إيمانهم، والتعبير عن الامتنان لخلاص العالم بدم المسيح.
ويقول القادة الدينيون إن دميرا ليست مجرد شعلة نار، بل هي رمز للنور الإلهي الذي يبدد الظلام، ودعوة للأتباع للحفاظ على الإيمان في حياتهم اليومية.
يبدأ الاحتفال بمسكل في صباح اليوم المخصص له، حيث يتجمع الآلاف من المؤمنين في ساحة مسكل الشهيرة في أديس أبابا، إلى جانب مئات التجمعات في مختلف مناطق إثيوبيا، تبدأ الطقوس بالصلاة والتراتيل، ثم يتقدم الكهنة وقادة الكنيسة لإشعال دميرا وسط حضور مهيب للمؤمنين.