قادة الطهي الأفارقة يتعهدون بإحياء أنظمة الغذاء وإعلاء السيادة الغذائية في القارة
68
اختتمت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يوم الجمعة، فعاليات أول ملتقى للطهاة الأفارقة ومؤتمر السياسات بشأن أنظمة الغذاء في إفريقيا، والذي استمر من 23 إلى 25 يوليو، بمشاركة أكثر من 140 طاهيًا وصانع قرار وخبيرًا في الغذاء وثقافات الشعوب من 23 دولة إفريقية.
وقد تُوّج الملتقى بإصدار إعلان تاريخي يُشيد بالتراث الغذائي الغني للقارة، ويُسلّط الضوء على التحديات والفرص التي تُشكّل مستقبل الغذاء في إفريقيا.
وأكد المشاركون في الإعلان على قدسية وجمال أنظمة الغذاء الإفريقية، التي لطالما ربطت المجتمعات ووفرت لها سبل البقاء لأجيال، مشيدين بالأطعمة التقليدية المتوارثة من الأجداد، والطقوس الغذائية التي تُكرم الروابط العائلية، والمبادرات الحديثة بقيادة الشباب لإعادة تقديم الأطباق التراثية بلمسات معاصرة تعتمد على المكونات المحلية.
كما تناول الإعلان التهديدات الخطيرة التي تُواجه الثقافة الغذائية الإفريقية، من بينها ضعف انتقال المعرفة بين الأجيال، وتهميش المأكولات المحلية في المناهج الدراسية، والتهميش البنيوي للمطبخ الإفريقي في الساحة العالمية.
وتم التطرق أيضًا إلى تأثيرات تغيّر المناخ، وإهمال المحاصيل الأصلية في السياسات، واستمرار الروايات الاستعمارية التي تنتقص من قيمة الأطعمة الإفريقية.
ورغم هذه التحديات، أبدى المشاركون تفاؤلًا كبيرًا، مشيرين إلى فرص متعددة لإحياء الثقافة الغذائية، مثل: تعزيز تبادل المعرفة بين الأجيال عبر المدارس والإعلام الرقمي، وتوثيق الحكمة الغذائية المتوارثة عبر كتب الطهي والمهرجانات، وتمكين النساء والشباب ليكونوا روّاد التغيير في هذا القطاع.
وتضمّن الإعلان توصيات سياسية دعت الحكومات والمؤسسات إلى: دعم الزراعة المحلية، وتشجيع الأبحاث المجتمعية في المجالين الزراعي والغذائي، وإطلاق مبادرات سردية تُبرز دور الطهاة والمزارعين الأفارقة كحُماة للتراث الثقافي.
واختُتم الإعلان بتعهّد جماعي من المشاركين بتحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس، من خلال دمج المعرفة التراثية والاعتزاز بالهوية الأفريقية في المطابخ والمزارع، كما في السياسات التعليمية والمحافل الدولية، لضمان بقاء الغذاء الإفريقي مصدرًا للصمود والهوية والسيادة.