مجلس حقوق الإنسان يعتمد بعثة أممية للتحقيق في انتهاكات الفاشر
11
اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، اليوم الجمعة، قرارًا بالإجماع يقضي بتشكيل بعثة للتحقيق في الانتهاكات التي شهدتها مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، عقب سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
وكلّف المجلس فريق التحقيق بتحديد هوية المتورطين في الفظائع التي يُشتبه بارتكابها في المدينة، تمهيدًا لمساءلتهم قانونيًا.
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن السودان “عالق في حرب بالإنابة تُخاض للسيطرة على موارده الطبيعية”، محذرًا من أن ما جرى في الفاشر يمثل “من أخطر الجرائم التي كان يمكن منعها”.
وكشف تورك أن سيطرة قوات الدعم السريع على المدينة أعقبها تنفيذ إعدامات ذات طابع عرقي، وعمليات اغتصاب جماعي، وخطف، إضافة إلى اعتقالات تعسفية واعتداءات متكررة على منشآت طبية، واصفًا المشاهد بأنها “فظائع صادمة”.
من جانبها، عرضت منى رشماوي، العضو في بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، نماذج من الانتهاكات التي شملت القتل والاغتصاب والتعذيب، مؤكدة حاجة المجتمع الدولي إلى تحقيق شامل لرسم صورة كاملة عمّا جرى.
وقالت إن قوات الدعم السريع “حوّلت جامعة الفاشر إلى ساحة قتل”، مشيرة إلى شهادات عن جثث مكدسة في الشوارع وفي خنادق داخل المدينة وحولها.
ورغم تشكيل البعثة، فإن القرار لا يشمل التحقيق في دور أطراف خارجية قد تكون قدمت دعما لقوات الدعم السريع، وهو ما انتقده المندوب الدائم للسودان في جنيف حسن حامد حسن، الذي قال إن بلاده تواجه “حربًا مصيرية” في ظل “تقاعس المجتمع الدولي” عن اتخاذ خطوات حاسمة.
وشهدت جلسات المجلس مداخلات لناجيات فررن من الفاشر تحدثن فيها عن عمليات قتل واغتصاب ممنهج، بينما أكدت أخريات تعرض المدنيين لإطلاق نار مباشر في الشوارع وهجمات بطائرات مسيّرة.
ورحبت بريطانيا والاتحاد الأوروبي والنرويج وغانا بالقرار، معتبرةً أن العنف المتصاعد في السودان يهدد الاستقرار الإقليمي.
وكانت قوات الدعم السريع قد استولت على الفاشر في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وارتكبت انتهاكات واسعة بحق المدنيين، وفق تقارير دولية ومحلية، وسط تحذيرات من مخاطر ترسيخ تقسيم جغرافي داخل السودان.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يخوض السودان صراعًا عسكريًا بين الجيش وقوات الدعم السريع أسفر عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا.