موسى شيخو: إثيوبيا لا تستهدف مصر.. وسد النهضة مشروع تنموي لا مؤامرة
42
قال الكاتب والباحث الإثيوبي موسى شيخو إن فكرة سد النهضة تعود جذورها إلى بدايات القرن العشرين، حين بدأت إثيوبيا منذ زمن بعيد التفكير في استغلال مياه النيل التي تنبع من أراضيها، مؤكداً أن الفكرة تطورت تدريجيًا حتى أصبحت مشروعًا قوميًا يحمل اسم “سد النهضة”.
وأعرب شيخو -خلال مشاركته في برنامج “محاولة فهم” على منصة الجزيرة- عن استغرابه من التصور السائد في الإعلام المصري بأن إثيوبيا تسعى لقطع المياه عن مصر، مشددًا على أن هذا “أمر غير مفهوم في إثيوبيا”. وأضاف: “النهر ينبع من أرضنا، ولدينا الحق في استخدامه، ونحن في حاجة إليه، ولكن دون أي نية للإضرار بمصر أو السودان”.
وأشار إلى أن الإثيوبيين – المسلمون والمسيحيون – يكنّون احترامًا كبيرا لمصر، موضحًا أن المسلمين في إثيوبيا يعظمون الأزهر الشريف، والمسيحيون يعتبرون الكنيسة القبطية في مصر مصدرًا روحيًا وتاريخيًا هامًا.
وحول جوهر الخلاف بين القاهرة وأديس أبابا، أشار شيخو إلى اتفاقيتي 1929 و1959 اللتين تمتا بين مصر والسودان دون إشراك إثيوبيا، رغم أن إثيوبيا دولة المنبع، وأوضح أن “تمسك مصر بحصتها التاريخية البالغة 55 مليار متر مكعب هو السبب الرئيسي في تعثر المفاوضات التي امتدت 14 عامًا دون التوصل إلى اتفاق”.
وأضاف: “مصر تقول إنها لا تعارض بناء السد أو استخدام إثيوبيا للمياه، لكنها تطالب بالحفاظ على نفس الكمية التي تصل إليها سنويًا، وهذا هو جوهر الخلاف”.
وتابع: “نحن لا نفكر في نظرية المؤامرة ولا في إلحاق الضرر بمصر أو السودان، وليس لدينا نية لقطع المياه. السد هدفه الأساسي توليد الكهرباء، ونحن من أقل الدول من حيث نسبة الحصول على الطاقة”.
وأكد شيخو أن سد النهضة لم يُسبب أي ضرر لدول المصب حتى الآن، ولم تُصدر مصر أي بيان رسمي يثبت الضرر الناتج عنه. وأضاف أن مياه النهر ستستمر في التدفق، وأن الهدف الوحيد من السد هو توليد الكهرباء لتلبية احتياجات السكان وتشغيل المجمعات الصناعية في إثيوبيا.
وأشار إلى أن دعوة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد لدولتي المصب مصر والسودان لحضور مراسم افتتاح السد تعكس “حُسن النوايا الإثيوبية”.
وانتقد شيخو ما وصفه بـ”التهويل الإعلامي المصري” في التعامل مع مراحل ملء السد، معتبرًا أن الإعلام لعب دورًا سلبيًا في تشكيل الرأي العام حول القضية، كما اعتبر تصريحات المسؤولين المصريين بأن السد “غير شرعي” بأنها لا تفيد في مسار التفاوض.
وشدد على أن إثيوبيا لا ترفض التوقيع على اتفاق ملزم، ولكنها تعترض على الإصرار المصري على “الحصة التاريخية” من المياه، والتي تراها إثيوبيا غير عادلة وهو ما ترفضه أديس أبابا، فيما تتمثل المشكلة الثانية في إصرار مصر على المشاركة في إدارة السد.
وأشار شيخو إلى أن مجلس الأمن الدولي ناقش أزمة سد النهضة حوالي 13 مرة، ولم يصدر أي قرار ضد إثيوبيا، وهو ما يدل على قناعة المجتمع الدولي بأن المشروع لا يشكل تهديدًا حقيقيًا.
وأكد موسى شيخو أن إثيوبيا تدعو إلى “اتفاق عادل ومنصف يضمن مصالح جميع الأطراف”، مشددًا على أن الحل يكمن في الحوار والتفاهم. وأعرب عن أمله في أن تعمل مصر وإثيوبيا كشريكين، وأن يتحول سد النهضة إلى مشروع تكاملي يخدم التنمية في المنطقة.