ناشط مصري: الإعلام المصري ضلّل الرأي العام بشأن سد النهضة
277
قال الناشط المصري النوبي حمدي سليمان إن الخطاب الإعلامي المصري قدّم صورة “مضللة” للشعب المصري بشأن قضية سد النهضة، مؤكدًا أن السد ليس منشأً في منطقة زلازل ولا يشكّل الخطر الذي رُوّج له على مصر والسودان.
وأوضح سليمان -في مقابلة مع بودكاست فانا عربي- أنه تبنى في البداية الموقف الشعبي المصري الرافض للسد خوفًا على تأثيره في حصة بلاده من مياه النيل، لكنه بعد الاطلاع على المعلومات المتاحة توصّل إلى أن السد “لتوليد الطاقة الكهرومائية بالأساس ولا يمنع وصول المياه إلى مصر”.
وأضاف أن المخاوف التي جرى تداولها حول انهيار السد أو تهديده الأمن المائي لمصر “ثبت أنها غير دقيقة”، معتبرًا أن الآلة الإعلامية المصرية ما تزال تقدّم رواية مضللة للرأي العام، وأشار إلى أنه لمس لدى الإثيوبيين خلال إقامته في البلاد “رغبة حقيقية في السلام والتعاون وإقامة علاقات طيبة مع مصر”.
وانتقد سليمان ما وصفه بـ”إشكالية في نظرة الأنظمة المصرية للشعوب الأفريقية”، معتبراً أنها نظرة تحمل بعدًا استعلائيًا تاريخيًا، وقال إن القاهرة تتعامل مع ملف السد وفق “مفهوم استعماري قديم”، مستشهدًا باتفاقية 1959 التي منحت مصر 55 مليار متر مكعب من مياه النيل والسودان 18 مليارًا، وهي اتفاقية لم توقع عليها إثيوبيا.
كما اعتبر الناشط المصري أن مشروع سد النهضة “مشروع أفريقي” أكثر منه إثيوبيًا، ويرمز إلى استعادة قرار سيادي يتعلق بالموارد الطبيعية التي تمتلكها دول المنبع، وفي المقابل انتقد آثار السد العالي في مصر، مشيرًا إلى “التهجير الواسع للنوبيين”، وتغيّر طبيعة الأراضي الزراعية، وانتشار الأمراض، إضافة إلى عدم قدرة السد على سد احتياجات مصر من الكهرباء في الوقت الراهن.
وفي سياق انتقاده للسياسة الإقليمية المصرية، قال سليمان إن القاهرة تحاول إعاقة حصول إثيوبيا على منفذ بحري عبر التأثير في علاقاتها مع إريتريا والصومال، لأنها ترى في نهضة إثيوبيا “منافسًا اقتصاديًا قويًا”، وأضاف أنه يلمس على الأرض جهودًا كبيرة للحكومة الإثيوبية لتسريع التنمية، خاصة في مجالات الزراعة والبنية التحتية.
وأعرب سليمان عن أمله في أن تحصل إثيوبيا على منفذ بحري يسهّل تجارتها ويعزز نموّها الاقتصادي، معتبرًا أن نهضة إثيوبيا ستنعكس إيجابًا على القارة الأفريقية بأكملها.