أكد رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الدفاع الوطني، المشير برهانو جولا، أن معركة عدوة لم تكن مجرد انتصار عسكري، بل لحظة حاسمة أجبرت القوى الاستعمارية على إعادة التفكير في مخططاتها للسيطرة على إفريقيا.
جاءت تصريحات المشير برهانو خلال احتفال إثيوبيا بالذكرى السنوية الـ129 لمعركة عدوة، التي لا تزال رمزًا للمقاومة الأفريقية والوحدة وتقرير المصير.
وفي حديثه خلال الاحتفال الذي أقيم في متحف عدوة التذكاري بالعاصمة أديس أبابا، قال المشير برهانو:”عدوة لم تكن مجرد معركة، بل كانت انتصارًا حطم الطموحات الاستعمارية وأجبر على انهيار الخطط التي وضعت في مؤتمر برلين لتقسيم إفريقيا.”
وأشار إلى أن عدوة جعلت من إثيوبيا منارة للحرية، وألهمت الشعوب المستعمَرة في جميع أنحاء العالم للنضال من أجل استقلالها.
كما شدد على أن المعركة أثبتت قدرة إفريقيا على مقاومة الهيمنة الأجنبية وتأكيد سيادتها، مما أعطى دفعة قوية لحركات التحرر في القارة.
وذكر المشير برهانو أن عدوة كانت درسًا في الوحدة الوطنية، حيث اجتمع الإثيوبيون من مختلف الخلفيات تحت قيادة الإمبراطور منليك الثاني للدفاع عن وطنهم.
ودعا الإثيوبيين إلى استخلاص العبر من هذا النصر التاريخي، وتعزيز روح الوطنية والمرونة في مواجهة التحديات المعاصرة، قائلاً: “من عدوة، يجب أن نتعلم أن نحب علمنا وبلدنا، وأن ندافع عن مصالحنا الوطنية”.
كما شدد على أهمية الحفاظ على روح عدوة لضمان استمرار تقدم إثيوبيا، داعيًا إلى التكاتف والعمل المشترك لبناء مستقبل أكثر ازدهارًا.
وفي حديثه عن التأثير العالمي لمعركة عدوة، قال المشير برهانو إن “النصر في عدوة أجبر العالم على الاعتراف بأن جميع البشر متساوون، وغرس شعورًا بالفخر والثقة بالنفس بين السود في كل مكان.”
وأوضح أن هذا الانتصار كان بمثابة درس قوي للشعوب المستعمَرة، حيث أثبت أن حتى القوى التي تبدو لا تُقهر يمكن هزيمتها من خلال الشجاعة والوحدة.
يُذكر أن معركة عدوة، التي وقعت في الأول من مارس 1896، شهدت هزيمة حاسمة للقوات الاستعمارية الإيطالية على يد القوات الإثيوبية، مما جعل إثيوبيا أول دولة أفريقية تقاوم الاستعمار الأوروبي بنجاح.