الاصبحي: إثيوبيا نموذج فريد في التعايش وأديس أبابا “عاصمة افريقيا”
171
قال الخبير في الحركة السكانية والمتخصص في شؤون القرن الأفريقي عبد الباقي عبد الرحيم الاصبحي، إن إثيوبيا تمثل نموذجًا فريدًا وناجحًا في إدارة التنوع العرقي والديني، حيث استطاعت أن توحّد أكثر من 80 قومية ضمن نظام سياسي قائم على الفيدرالية والعدالة.
وأوضح -في مقابلة بودكاست “فانا عربي”- أن النظام الفيدرالي الإثيوبي منح القوميات المختلفة حقها في إدارة شؤونها، مما ساهم في تقليص النزاعات العرقية والدينية، التي تشهدها العديد من دول الجوار.
وأشار الاصبحي إلى أن التجربة الإثيوبية تبرز بوضوح عند مقارنتها بأوضاع دول مثل اليمن، والسودان، والصومال، حيث لا تزال الطائفية والقبلية تمزق النسيج المجتمعي.
وأكد أن العاصمة أديس أبابا لا تُعد فقط مركزًا سياسيًا لإثيوبيا، بل أصبحت بالفعل عاصمة للقرن الإفريقي، نظرًا لاحتضانها لأكثر من 54 سفارة، ومقار منظمات إقليمية ودولية بارزة.
وأضاف أن الموقع الاستراتيجي لإثيوبيا، إلى جانب استقرارها السياسة النسبي، جعل منها دولة محورية في أمن البحر الأحمر والمنطقة، وهو ما يبرز أهميتها الاستراتيجية المتزايدة.
ونوّه الاصبحي بأن إثيوبيا تحترم التزاماتها في القانون الدولي، خاصة فيما يتعلق بحقوق اللاجئين والمهاجرين، حيث تفتح أراضيها لعشرات الآلاف دون تمييز، وتوفر لهم الحماية الأساسية.
وفي المقابل، انتقد الاصبحي ما وصفه بمحاولات بعض الجهات لزرع الفتن داخل المجتمع الإثيوبي، من خلال ما سمّاه “القرصنة الفكرية والدينية”، تحت غطاء العمل الإنساني أو الدعوي.
وحذر من أن هذه التدخلات قد تمثل تهديدًا للوحدة الوطنية، داعيًا إلى الحذر من تلك الجهات التي تسعى لتقويض النسيج الاجتماعي الإثيوبي المتماسك.
وأشار إلى أن استهداف إثيوبيا لا يأتي من فراغ، بل نتيجة لنجاحها في بناء دولة قوية ومستقرة، في وقت تتعثر فيه دول عديدة في محيطها.
ودعا الاصبحي إلى تعزيز التعاون الإقليمي بين إثيوبيا ودول الجزيرة العربية ، بهدف بناء تحالف مشترك لتأمين البحر الأحمر ومكافحة التهديدات الأمنية.
وقال إن هذا التعاون يجب ألا يقتصر على الجانب الأمني فقط، بل يمتد إلى التنمية، والتعليم، والتبادل الثقافي، باعتبارها ركائز أساسية للسلام المستدام.
وشدد على أن التجربة الإثيوبية يمكن أن تقدم دروسًا مهمة للدول التي تسعى لبناء أنظمة شاملة، تضمن تمثيل جميع المكونات، وتحقق التعايش والعدالة الاجتماعية.
كما أكد الاصبحي أن الحفاظ على الاستقرار الإثيوبي يتطلب وعيًا داخليًا ويقظة دائمة، إلى جانب تعاون حقيقي بين دول المنطقة لمواجهة التحديات المشتركة.