د. علي حسين: الشفافية والشمولية ضروريان لنجاح الحوار الوطني الإثيوبي واستقرار البلاد الحوار الوطني في إثيوبيا

في خطوة محورية تهدف إلى تعزيز الاستقرار السياسي وبناء توافق وطني شامل، انطلقت في إثيوبيا أعمال الحوار الوطني برعاية لجنة الحوار الوطني، وسط دعوات واسعة للمشاركة من مختلف الأطياف السياسية والاجتماعية.

ويُعد الحوار الوطني منصة استراتيجية لفتح المجال السياسي، ومناقشة القضايا المصيرية التي تواجه البلاد، بما في ذلك قضايا الحكم، والعلاقات بين القوميات، وتحقيق العدالة والمصالحة الوطنية.

وقد أكد رئيس الوزراء، الدكتور آبي أحمد، أن هذه العملية تمثل حجر الأساس لبناء بيئة ديمقراطية متجددة، داعيًا كافة الشركاء إلى الانخراط البنّاء من أجل إرساء مستقبل يسوده السلام والوحدة.

د. علي حسين: لا نجاح دون شفافية وشمولية

أكد الدكتور علي حسين، الخبير في الشأن الإثيوبي وأحد المشاركين في الحوار الوطني، أن نجاح هذه العملية مرهون بتعزيز الشفافية وضمان شمولية المشاركة لجميع الأطراف.

وفي لقاء خاص مع بودكاست “فانا عربي“، حذر د. حسين من أن الغموض بشأن أهداف وآليات الحوار أو استمرار مقاطعة بعض القوى الفاعلة قد يقوض مصداقية العملية ويُعيق تحقيق أهدافها.

أشار د. حسين إلى أن الحكومة الإثيوبية أبدت بوادر جدية بإطلاق هذا الحوار، من خلال تشكيل مفوضية خاصة، وإعلان نيتها إشراك جميع الأطراف، بما في ذلك المعارضة المسلحة.

وقد انعكس هذا التوجه الإيجابي، بحسب قوله، في تراجع حدة بعض المواجهات وفتح قنوات تواصل جديدة بين الأطراف المختلفة في البلاد.

أهداف الحوار الوطني

أوضح د. حسين أن من أبرز أهداف الحوار الوطني:

• إنهاء الصراعات الداخلية وتحقيق سلام مستدام

• بناء توافق وطني واسع حول قضايا محورية مثل: مراجعة الدستور، وتطوير النظام الفيدرالي، وتقاسم السلطة والثروة

• التمهيد لانتقال سياسي شامل يضمن استقرار البلاد على المدى الطويل

توصيات لضمان النجاح

قدم د. علي حسين عدة توصيات محورية لضمان نجاح الحوار الوطني، من بينها:

• نشر خارطة طريق واضحة ومفصلة تشمل الأهداف والجدول الزمني وآليات التنفيذ

• ضمان حيادية مفوضية الحوار باختيار أعضاء مستقلين

• إصدار تقارير دورية علنية لبناء الثقة الشعبية

• إشراك مراقبين دوليين أو إقليميين لتعزيز المصداقية

• اعتماد آليات توافقية في اتخاذ القرار

• تشكيل لجنة فنية مستقلة لصياغة التوصيات

• توقيع اتفاق ملزم لتنفيذ المخرجات وإنشاء آلية رقابية مستقلة

وفي ختام حديثه، وجه الدكتور حسين دعوة صادقة للشعب الإثيوبي لدعم الحوار الوطني والمشاركة فيه بفاعلية، مؤكدًا أنه “فرصة لا تقدر بثمن لحل المشاكل القائمة”.