سد النهضة يُبشّر بعهد جديد من التنمية المستدامة والتكامل الإقليمي
114
يُعد سد النهضة الإثيوبي علامة فارقة في مسيرة التنمية الوطنية ورمزًا للابتكار والاعتماد على الذات في شرق أفريقيا، بحسب خبير في السياسة الخارجية.
وتستعد إثيوبيا لافتتاح السد رسميًا في سبتمبر المقبل، في خطوة تاريخية تُجسد اكتمال أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في القارة، وتُمهّد لتحولات جوهرية في المشهد الاقتصادي والاجتماعي الإقليمي.
وفي حديثه لوكالة الأنباء الإثيوبية، أكد البروفيسور بروك هايلو، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أديس أبابا، أن تأثير سد النهضة يتجاوز حدود إثيوبيا، مشيرًا إلى أنه “منارة للتنمية المستدامة في شرق أفريقيا، ودليلٌ على الرؤية والتخطيط الدقيق والإرادة الجماعية التي رافقت المشروع منذ بدايته”.
وأضاف أن “سد النهضة ليس مجرد مشروع لتوليد الكهرباء، بل هو تجسيد لسيادة إثيوبيا وحقها المشروع في الاستفادة من مواردها الطبيعية بما يخدم التنمية الوطنية”.
وأشار إلى أن السد سيساهم في توسيع نطاق الوصول إلى الكهرباء، لا سيما في المجتمعات الريفية التي لا تزال تعاني من ضعف البنية التحتية للطاقة، مؤكدًا أن “المشروع سيُحدث نقلة نوعية في حياة ملايين الإثيوبيين من خلال تحفيز النمو الصناعي وتعزيز الرفاه الاجتماعي”.
وفيما يتعلق بالمخاوف التي أبدتها دول المصب، وخاصة مصر، شدد البروفيسور بروك على أن هذه المخاوف “لا أساس لها”، مضيفًا أن “إثيوبيا اتبعت منذ البداية نهجًا شفافًا وتعاونيًا، ودعت جيرانها للمشاركة في هذا المشروع التاريخي”.
واختتم قائلًا: “مهمة سد النهضة ليست المساس بحقوق الآخرين، بل تعزيز الإزدهار المشترك والتكامل الإقليمي في إطار من التعاون العادل والمسؤول”.