Fana: At a Speed of Life!

إثيوبيا: وجهة سياحية متفردة برؤية المرشدة دنيا

تعد إثيوبيا، “مهد البشرية”  وجهة سياحية غنية بالتاريخ والثقافة والطبيعة الخلابة. للتعرف على كواليس هذا القطاع الحيوي، التقينا في بودكاست “فانا عربي” بالمرشدة السياحية دنيا، التي شاركتنا تجربتها الثرية ورؤيتها لضمان تجربة سياحية ممتعة وناجحة للزوار.

من عالم الصيدلة إلى شغف الإرشاد السياحي

بدأت رحلة دنيا سعيد، المولودة في السعودية وخريجة الصيدلة، في إثيوبيا بشكل غير متوقع جاءها عرض للعمل كمترجمة للغة العربية في أحد مصانع العصائر الإثيوبية، حيث كان هناك عمال عرب ومالك إثيوبي. بعد شهرين من العمل، وفي عطلة نهاية الأسبوع، طلب منها المجموعة إرشادهم لاستكشاف إثيوبيا للمرة الأولى. هذه التجربة أيقظت شغفًا جديدًا لدى دنيا.

تصف دنيا هذه اللحظة قائلة: “الطريقة التي أريتهم بها الأماكن  هي التي ألهمتني لأكون مرشدة كان الأمر ممتعًا بالنسبة لي، وشعرت أنني وجدت شغفي فيه”الأمر الذي جذبها للإرشاد السياحي هو متعة المهنة، والقدرة على إيصال معلومات قيمة عن بلدها للزوار من الخارج، بالإضافة إلى اكتشافها الدائم للطبيعة الساحرة والثقافات والتقاليد التي لم تكن تعرفها من قبل.

تحديات ومتعة في آن واحد

لا تخلو مهنة الإرشاد السياحي من التحديات تعتبر دنيا أن أكبر تحدٍ يكمن في “تحمل مسؤولية راحة السياح بكل النواحي، من الأكل،  أو التعرض لوعكة صحية لا سمح الله أو صار معهم شيء، الراحة، السعادة، كله على مسؤوليتي”. رغم هذه المسؤولية الكبيرة، تؤكد دنيا أن السياحة في إثيوبيا ممتعة للغاية.

تعتمد دنيا في الترويج لإثيوبيا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تستهدف بشكل كبير السياح العرب من منطقة الخليج تقوم بإرسال الفيديوهات التي تعرض الطبيعة والبحيرات وحتى طرق التنقل، لتسهيل تجربتهم قبل وأثناء زيارتهم.

تجربة البن الأصيلة: تُشدد دنيا على أهمية تجربة البن، كونه أساسيًا في الثقافة الإثيوبية ومنشأه الأصلي. تقول: ” أول ما أُريهم إياه هو البن: ما هو البن، وأين يُزرع، وكيف يُحضَّر، وكيف يُطحن، وكيف يُستهلك ويتجذر في ثقافتنا.

 ” تصحبهم إلى مصانع ومزارع البن ليتعرفوا على العملية كاملة ويذوقوا نكهاته الفريدة.

تنوع ثقافي لا مثيل له: عند زيارة إثيوبيا للمرة الأولى، يندهش الزوار من التنوع الثقافي والعرقي للبلاد تشرح دنيا: “لدينا هنا في إثيوبيا  تقريبًا 80 قبيلة، كل قبيلة لها لغتها الخاصة، أكلاتها، عاداتها وتقاليدها”. وتضيف رغم هذا التنوع، واختلاف الديانات، يتعايش الجميع بتناغم وسلام.

ما يميز إثيوبيا عن غيرها؟

تُبرز دنيا خاصيتين فريدتين تميزان إثيوبيا عن بقية دول إفريقيا:

المقاومة التاريخية: إثيوبيا هي الدولة الإفريقية الوحيدة التي لم يتم غزوها أو استعمارها من قبل.

منشأ البن: إثيوبيا هي الموطن الأصلي لشجرة البن، ولا يوجد مكان آخر في إفريقيا يحظى بهذه الميزة.

أبرز الوجهات السياحية في إثيوبيا

تُشدد دنيا على ضرورة أن تكون إثيوبيا ضمن قائمة أي مسافر، لغناها بالثقافات والوجهات المتنوعة:

  • البن ومزارعه: يعتبر البن عامل جذب رئيسي للكثير من السياح، الذين يأتون خصيصًا لزيارة مزارعه واكتشاف عملية إنتاجه.

  • جبل أنطوطو (Entoto Mountain): هذا الجبل ليس مجرد معلم طبيعي، بل هو يحمل تاريخًا عريقًا. كان في الماضي مقرًا لإقامة الأباطرة، ومن موقعه انبثق اسم “أديس أبابا”. تنصح دنيا بزيارته لاحتوائه على غابات خلابة وتاريخ غني.

  • البحيرات والمنتزهات: تضم إثيوبيا العديد من البحيرات والمنتزهات. ومن أبرزها منتزه فريندشيب بارك (Friendship Park) في أديس أبابا، المشهور بنافورته الراقصة التي تُقام يوميًا بعد الغروب، وتوفر أجواء رائعة، كونه الأول من نوعه في المدينة.

  • بحيرة بشوفتو (Debrezeit Lake): تتميز هذه البحيرة بمنتجعاتها المتعددة، مثل منتجع نورا المعروف بأكلاته اللذيذة ومناظره الفخمة، ومنتجع أدولا لرحلات القوارب الساحرة، ومنتجع كرافو الذي يقدم ألعابًا مائية حديثة.

  • أماكن سياحية غير مشهورة تستحق الزيارة:

    • غابة سوبا (Soba Forest): مثالية لمحبي المشي لمسافات طويلة (الهايكينج) والمغامرات، رغم أنها ليست معروفة لدى الكثير من السياح.

    • منطقة هرلا (Harla): تبعد حوالي 50 كيلومترًا عن هرر، وهي قرية صغيرة تحتوي على آثار إسلامية قديمة لمساجد تعود إلى ألف عام، وتشهد على تاريخ وصول المسلمين للمنطقة.

السياحة العلاجية في إثيوبيا

إلى جانب السياحة الترفيهية، تستقبل إثيوبيا زوارًا بغرض العلاج الطبيعي، بفضل ينابيعها الطبيعية المتوفرة بكثرة تُشير دنيا إلى أن منطقة سوديري (Sodere)، التي تبعد حوالي 80-90 كيلومترًا عن أديس أبابا، معروفة بمياهها الفوارة الطبيعية التي تُستخدم كعلاج لمشاكل المفاصل، خاصة الركبة.

تؤمن دنيا بأن السياحة تلعب دورًا حيويًا في تعزيز التفاهم بين الثقافات، وتعتبر رحلة الإرشاد السياحي في إثيوبيا تجربة ممتعة ومليئة بالاكتشافات لكل من المرشد والزائر.

You might also like

Leave A Reply

Your email address will not be published.