سد النهضة: مشروع تاريخي يجمع الوحدة الوطنية والتعاون الإقليمي والدولي
في حلقة خاصة من برنامج بودكاست فانا عربي، تحدث ياسين أحمد، رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية، عن مشروع سد النهضة الإثيوبي الكبير، مستعرضًا جميع الجوانب التي كشفها رئيس الوزراء الدكتور آبي أحمد خلال لقائه من موقع السد بمنطقة غوبا.
الإنجاز التاريخي لسد النهضة
وقال أحمد إن اللقاء شاهده مرتين واستمتع بكل تفاصيله، واصفًا مقابلة رئيس الوزراء بأنها من أفضل اللقاءات التي تناولت موضوع سد النهضة:
هذا اللقاء يعتبر من أفضل المقابلات التي أجرها رئيس الوزراء الدكتور آبي أحمد عن موضوع سد النهضة، لأنه تحدث عن السيرة والمسيرة، بمعنى المشروع الذي كان حلمًا منذ أكثر من ألف سنة تحقق بعد مسيرة حافلة بالتحديات والفرص.
وتناول المشروع من حيث الإنجاز التاريخي، وكيف استطاعت إثيوبيا بفضل الله أولًا ثم بفضل عزيمة الشعب والحكومة أن تحقق هذا الحلم الكبير”،وأشار أحمد إلى الحقائق التي كشف عنها المشروع، وقال: هذا المشروع كشف عن حقائق كثيرة كانت مستورة أو غائبة، ومنها أن مياه نهر آباي التي تتدفق من إثيوبيا إلى دولتي المصب لم تكن المياه وحدها، بل كانت مع المياه تتدفق المعادن الثمينة مثل الذهب والطمي،ما لم نكن نعرفه والذي صرح به رئيس الوزراء أن الذهب كان أيضًا يتدفق مع مياه النيل.
ما يقلق مصر ليس توقف تدفق المياه، بالعكس المياه مستمرة، لكن ما تغير هو استفادة إثيوبيا من الذهب والطمي الذي كان يتدفق مع مياه النيل إلى مصر.
وأكد أحمد أن المشروع هو أكبر مشروع تنموي في إثيوبيا، وقال:
سد النهضة يعتبر أم المشاريع وكبريات المشاريع التنموية في إثيوبيا، وبعد اكتماله، المشاريع التالية ستكون سهلة جدًا.
هذا المشروع أثبت قدرة إثيوبيا على صناعة المعجزات، وهو ليس مشروعًا تنمويًا لإثيوبيا فقط، بل أيضًا مشروعًا تنمويًا لأفريقيا”.
الدروس الوطنية من المشروع
تطرق أحمد إلى الدروس الوطنية التي يمكن استخلاصها من مشروع سد النهضة، وقال: هناك دروس كثيرة، لكن أستطيع أن أختصرها في ثلاثة دروس رئيسية.
أولاً أهمية الوحدة الوطنية الإثيوبية، رغم اختلافاتنا الداخلية والتباينات السياسية والقومية، وكثير من التباينات والتنوع الثقافي والاجتماعي للشعب الإثيوبي، هناك إجماع شعبي على المصالح الوطنية وصفه بأنه هذا درس مهم جدًا للشعب الإثيوبي في الداخل والخارج.
وأشار ياسين أحمد إلى الدور الحيوي للمغتربيين الإثيوبيين، فقال:
المغترب الإثيوبي يدافع عن مصالح إثيوبيا مع الشعب داخل البلاد وأن الدفاع عن مصالح إثيوبيا علمنا درسًا مهمًا عن الوحدة الوطنية”.
وأضاف أحمد أن الدرس الثاني يتعلق بالإجماع السياسي للأحزاب: “ما أعجبني في مسيرة مشروع سد النهضة أن حتى الأحزاب المعارضة وقفت جنبًا إلى جنب مع الحكومة الإثيوبية في مشروع تشييد السد، هذا التوافق السياسي للنخب والأحزاب يعتبر فريدًا من نوعه، وهكذا الأمم تبني المشاريع الكبرى من خلال توافق سياسي وشعبي”.
أما الدرس الثالث، بحسب أحمد، فهو أهمية المشاريع الإقليمية والدبلوماسية:
سد النهضة يعلمنا درسًا أن مصالح إثيوبيا مرتبطة بالجغرافيا السياسية والمصالح الإقليمية والدولية.
هذا المشروع يوضح أهمية التعاون الإقليمي والدبلوماسية، سواء كانت شعبية أو رسمية، وأهمية الانفتاح نحو المحيط العربي لتحقيق المصالح المتبادلة والتنمية المشتركة”.
